بقلم هشام صلاح
التاريخ هو ذاكرة الأمة والذاكرة للأمة كالذاكرة للفرد تماما بها تعى الأمة ماضيها وتفسر حاضرها وتستشرف مستقبلها
وعلينا ان ندرك ان التاريخ ليس علم الماضى بل هو علم الحاضر والمستقبل فى واقع الأمر وحقيقته فالأمة التى تستطيع البقاء هى التى لها ضمير تاريخى ، فالتاريخ يعين على فهم الواقع الماثل
وعلى هذا فالتاريخ ليس مجرد أقاصيص تحكى ولا مجرد تسجيل للواقع والأحداث إنما يدرس للعبرة ويدرس للتربية يقول تعالى :
” فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ”
فما أحوجنا عند دراسة التاريخ إلى الثقات العدول أصحاب الضمير الحى والعقل الواعى الذى يستخلص العبر ويصوغ الحكم والعظات
واحسب أن أستاذنا العالم الموسوعى الدكتور حمد محمد القحطانى أستاذ التاريخ بجامعة الكويت العريقة أحد هؤلاء ، فهو حينما يتحدث تستشرف فى حديثه وقسمات وجهه صورة المحدث والمؤرخ الصادق والذى ينأى بنفسه عن المغالاة والإفراط ويأخذ بفكرك وعقلك إلى مناطق السلامة والأمان
وكم كان حديثه رائعا ممتعا حين تحدث فى ذكرى الاحتفال بالعيد الوطنى لدولة الكويت حيث طاف بالمشاهد والمستمع عبر رحلة تاريخية لدولة الكويت منذ حصولها على الاستقلال عام 1962 مرور بسنوات تالية وصولا إلى تاريخنا الحاضر وأشار فى إلماحة دقيقة لما شهدته دولة الكويت من تغيرات محلية وإقليمية وعالمية أيضا
وكانت ذروة سنام حديثه الممتع الفياض حين تحدث عن تلك الفترة التى تعرضت فيها دولة الكويت لأزمات كبرى وبخاصة مع تهديدات العراق وإعتدائها ومحاولاتها المستميتة لعزل الكويت إقليميا ودوليا لكن كل ذلك باء بالفشل – لينتقل الدكتور حمد بعد ذلك لمرحلة جديدة فى الكويت يمكن تسميتها ” مرحلة الالتفاف ” حيث التفت الأمة الكويتية جميعها وبطوائفها المختلفة خلف القيادة السياسية المباركة
لتنظلق الكويت بعد ذلك إلى آفاق جديدة وحاضر واعد لعبت فيه الكويت دورا محوريا فى كثير من القضايا المحورية إقليمية كانت أو عالمية
ولعل أبرزها موقف دولة الكويت الواضح والصريح تجاة مساندة القضية الفلسطينية مرور بدورها الفاعل فى حل أزمة مجلس التعاون
وكان ختام حديثه التأكيد على الدور المحورى والأصيل لدولة الكويت فى صناعة القرارات الدولية بفضل ما لها من ثقل سياسى ودور حيوى بالمنطقة والعالم