بقلم / هشام صلاح
حديث اليوم عن صديق خصته الأيام بمزيد من الآلام فأوجعت قلبه قبل عقله وأرقت فكره قبل عينه
كان كغيره يأمل فى حياة مستقرة يقودها عبر أمواج الحياة وعواصفها ليصل بها لبر الأمان ، لكن من منا يأمن اضطراب البحر وتقلبات أمواجه فهو متى شاءت أسراره أن تظهر استحالت أعاصيرتعصف بمن أمنها .
تحمل صديقى من أوجاع الحياة ما تنوء بحملها الجبال فعانى وعانى مرارات طوال كان أقلها
– فقد السكن الأمن والأليف الهادىء مع إبعاد متعمد لمسرات القلب وسر سعادته ألا وهم أبناؤه
حتى صارحين تراه تشعروكأنك أمام قلب قد تصارعت بداخله الالام والأحزان قد احتواه جسد يتحدى كل ذلك ليظل قائما صلبا ، آثرصديقى أن يركن إلى الغربة بعيدا عن الأوطان ليحيا غربتين غربة القلب والمكان لكن – هيهات أن يؤثر ذلك فيمن تربى بأحضان صعيد الرجولة والشهامة بأرض الكنانة
بدأت رحلة الغربة والاغتراب مصمما أن يكون لكل مغترب من أبناء وطنه شاطىء الأمان بل حضن الأوطان فعمل مع أخوانه على تاسيس إئتلاف لأبناء محافظته لرعاية شئونهم والسهر على راحتهم
كان شغله الشاغل أن يحول كل مرارة تجرعها شهدا مصفى لأخوانه ، فصارملجأ آمنا لكل حائرأوفاقد للأمل ، ساعد وساعد الكثيرين فتولى شئونهم وصرف أمورهم بل دبر لهم ما عجزوا عن تدبيره حتى حول كل حظات اغتراب عاشوها ألفة وطمأنينة فزالت عنهم وحشة البعد وفراق الأحبة
بكل هذا الجهد المخلص والقلب العامر بالخير حول صديقى معاناته وأحزانه إلى سرمن أسرار سعادة الاخرين ، فما أحن قلبا يتألم ليسعد الآخرين وما أجمل إنسان عرف معنى الإنسانية
هكذا هو صديقى أشرف الذى تحدى معاناته وآلامه ليجعلهما سببا وسرا من أسرار سعادة الاخرين وراحتهم ومازالت رحلته مع العطاء مستمرة وستستمر فهذا يجعل الله لبعض من البشرخصوصية البشرية المعطاءة