بقلم هشام صلاح
رسالتنا الثانية – إلى السيد الفاضل مدير تعليم الجيزة ” ولا ينبئك مثل خبير “
وكل الشكر لمتابعتكم وتفاعلكم مع رسالتى الأولى
نعلم جميعنا تلك الحكمة القائلة ” رب عذر أقبح من ذنب ” مع شديد الأسف هذا حال معظم مؤسساتنا التعليمية ، فلقد استباح أو استحل بعض مديرى المدارس – إلا من رحم ربى – أموال الناس بالباطل ، وغريب أمرهم وحالهم أن أكثرهم يحفظ عن ظهر قلب قوله تعال :
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ” بل إنه يرددها كثيرا فى مجالسه ومع هذا تجد همه الأول وشغله الشاغل فى هذه الأيام تحديدا جمع أكبر قدر وتحصيل الأموال من أولياء الأمور بكل الطرق مشروعة وغير مشروعة وصورذلك عدة :
– وأنا على ثقة من أنها لا تخفى عليكم – فمعظم مدارسنا أصبح ولى الأمر ” بين شقى الرحى ” أو ” بين المطرقة والسندان ”
* بدء من ملفات التقديم ” الصف الأول ” بجميع المراحل التعليمية والتى يتم تحصيل مبالغ مالية بالمخالفة لدراسة الجدوى التى تم اعتمادها وتم تسعير الملف عليها مرورا بابتكار جديد يحمل فى طياته سوء النية فما هو إلا وسيلة لجمع مزيد من المال وهو ” بطاقة التعارف ” أو ما يسمى ” الكارنية ” – ((ID والتى يتم تحصيل مقابل مادى مبالغ فيه ويجعلونه إجباريا
* ثم تأتى الطامة الكبرى المقابل المادى التبرعات والتى يطلقون عليها بصورة مهذبة ” المشاركة المجتمعية ” لقبول التحويلات والتى وصلت ببعض مدارسنا إلى مبالغ لا يستوعبها عقل مخلص شريف
كل هذا وسط غياب متعمد أو غير متعمد من جانب قيادات الادارات والتى يغض معظمهم الطرف عن تلك التصرفات والمخالفات أما عن العذر الأقبح من الذنب فهو على شاكلتين :
أولا – عذربعض مديرى الإدارات /
قوله : ” أنا باسمح لمديرى المدارس بذلك حتى لايشتكى لى من عدم وجود موارد أو مخصصات مالية فعليه أن يدبر مخصصاته بنفسه ولا يسأل عن ميزانيه “
وعجيب أمرهم والذى يثير السخرية من موقفهم قول بعضهم لمدير المدرسة
” أفعل ما يحلو لك بس أنا معرفش ومش عايز شكوى من ولى الأمر لأنه لواشتكى مش هرحمك ”
ثانيا – عذر بعض مديرى المدارس /
ضعف الامكانات وعدم وجود ميزانية لانهاء متطلبات واحتياجات مدارسهم فعلينا أن نتصرف لأن الادارات لا تتعاون معنا ودائما ما يقولون لنا ” اتصرفوا ولا تسألونا عن مخصصات أو ميزانية ”
تلك أستاذنا الفاضل مدير التعليم ” وكيل الوزارة ” هى أعذار البعض وكما أسلفنا — ” هى عذر أقبح من ذنب ”
ونعود لنفس النقطة التى اشملت عليه رسالتنا الأولى لسيادتكم ، من ضرورة النظر المدقق لاختيارات القيادات فبعضها لايصلح لتولى المسئولية لذا لو تفضلتم يجب أن تخضع كل قيادة الادارات والمدارس للمتابعة المستمرة والتقييم الدائم وبخاصة فى هذه الأيام والتى يطلق عليها البعض ” موسم الجمع ” حتى لاتختلط الأموروتضيع جهود المخلصين وسط ركام الفاسدين
حفظ الله مؤسساتنا التعليمية ووطننا وأعان الله أبناء الوطن الشرفاء والمخلصين على استكمال رسالتهم ووفقكم لحسن الاختيار ” فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ”