مغيث يكتب الصلاة على النبى فى مصر
كتبت منى أبو غالي
كتب دكتور كمال مغيث الخبير التربوي عبر صفحتة الشخصية موضحا مدى حب شعب مصر العظيم للصلاة على الرسول في جميع الأوقات ومن تراثنا الفني ايضا امثلة كثيرة على هذا وقال متحدثا
بين المشاعر الإنسانية الفياضة ونطاعة الموظفين
لم يوقر شعب ويبجل ويصل على الرسول الكريم بين مسلمى الأرض أكثر من المسلمين المصريين، فقد اعتبر المصريين أن الصلاة على النبى هو بداية لكل نشاط: زفة فرح أو قراءة قرآن فى مأتم عزاء، أو جلسة صلح أو مجلس عرفى، ويفتح الباعة دكاكينهم وورشهم ويرصون بضاعتهم بالصلاة على النبى، ونادرا ما تجد محاضرا أو مناقشا لرسالة علمية لايبدأ قوله: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم المرسلين
ودبج المصريين عشرات المواويل التى تتغنى بحب الرسول والاستهانة بمخاطر السفر لزيارته وتقبيل شُباكه، كما صاغت قريحتهم أعذب الأغانى والألحان فى محبته، فغنت ليلى مراد من كلمات أبو السعود الإبيارى ولحن السنباطى: “يارايحين للنبى الغالى/ هنيالكم وعقبالى”، كما غنت أسمهان من كلمات بديع خيرى ولحن فريد الأطرش: “عليك صلاة الله وسلامه/ شفاعة يا جد الحسنين”، كما غنى محمد قنديل من كلمات ولحن عبد العظيم عبد الحق: ألفين صلاة ع النبى ألفين صلاة ع الزين/ وجه الكريم مكسبى والصبر آخره زين” كما قضى محمد الكحلاوى نصف عمره وهو لايغنى إلا فى محبة الرسول، ويبدأ سيد درويش العبقرى أغنية الزفة التى أبدعها من كلمات أمين صدقى: “يا عشاق النبى صلوا على جماله/ دى عروسة البيه تعالوا بنا نسنًدهاله”، ويبدأ الشيخ زكريا أحمد تغزله فى عزيزة من كلمات بيرم التونسى: “يا صلاة الزين على عزيزة يا صلاة الزين”، ويغنى الشيخ إمام من كلمات نجم: ” أصلى ع النبى قبل البداية/ نبى عربى مشفع فى البرايا/ وأسلم بالوتر والقوس عليكم/ يا كل السائرين ع الشوك معايا”، أما أم كلثوم فقد تغنت بحب الرسول فى أربع من القصائد الرائعة جميعها من كلمات أحمد شوقى ولحن السنباطى، وهى: إلى عرفات الله ونهج البردة وولد الهدى وسلوا قلبى.
وفى مصر دبج ابن الفارض عشرات القصائد فى حب الرسول كما كتب الإمام البوصيرى رائعته:”بردة المديح” التى يقول عنها عمنا يحيى حقى: “ليس هناك مكتوب نافس القرآن على قلوب المصريين إلا بردة البوصيرى”
ويتحول مولد النبى فى مصر فقط دونا عن بلدان العالم كلها إلى احتفالات بهيجة تلف فيها الطرق الصوفية المختلفة بألوانها الزاهية وطبولها وبيارقها وأذكارها الشوارع والحارات فى مختلف أنحاء البلاد، وتقام ليالى المديح حتى مطلع الفجر،
وتكثر المحلات التى ترص على أرفهها حصان وعروسة المولد، وعلب الحلوى الثرية من: حمصية وسمسمية وفولية وملبن وجوز هند ولديدة وغيرها وتصبح من واجبات الخطيب أن يتقدم لخطيبته بعروسة مولد كبيرة وعلبة حلوى غالية وموسما معتبرا، وتصبح عزومة المولد الشهية مناسبة تجتمع لها العائلة ويعود من أجلها الغائبين والمسافرين، وكانت من العبارات الأثيرة على أبواب الدور فى زمن مضى: “يا داخل هذه الدار صلى على النبى المختار.
وتصبح كلمة “صلى على النبى” بشير كل المواقف الإنسانية مهما تنوعت واختلفت، فنقول للغاضب: بس صلى ع النبى، ونقول للمتخاصمين: يا جماعة صلوا ع النبى، ونقول للمتباطئ فى العمل صلى ع النبى وإبدأ، ويقولها التاجر وهو ينظر إلى حصيلته قبل أن يأخذ فى عدها، وتصلى الأم على النبى وهى ترفع ابنها لتحمله أو تتناول أخرى ابن أو بنت صديقة، ونقول لابنائنا حين يأتون بشهادتهم الناجحة: اللهم صلى ع النبى، ونقولها عندما نصف ما نخشى عليه من الحسد، ويقول الإنسان حين يلمح جمال ابنته أو خطيبته أو فتوة ابنه: اللهم صلى ع النبى، وكانت أختى الكبيرة ترفض أن نخرج أربعة أو خمس من إخوتها من المنزل معا، فإذا أصررنا لا تتوقف عن الصلاة على النبى واسم النبى حارسكم
هكذا أحب المصريين الرسول الحبيب “أبو فاطمة” وصلوا عليه.. أما ماتفعله وزارة الوقاف من تخصيص أوقات محددة هذا هو الهزل بعينه