هكذا بدا الحديث الدكتور تامر شوقي استاذ علم النفس بجامعة عين شمس والخبير التربوي موضحا الفرق بين الحفظ والإستذكار واكمل قائلا
يرى بعض التربويين وينتقدون أن النظام الجديد للتقويم في الثانوية العامة يغفل قياس الحفظ والتذكر( باعتبار أن أسئلة الاختيار تشمل ٣٠ % فهم، ٤٠ % تطبيق ، ٣٠ % تحليل وتركيب وحل مشكلات ) …. ولكن الحقيقة والواقع يخالفان ذلك لعدة أسباب؛
المعروف في التقويم التربوي أن الأهداف التعليمية المطلوب تحقيقها لدي الطلاب تتدرج في ستة مستويات من البسيط الي المركب ( التذكر، الفهم، التطبيق، التحليل، التركيب، التقويم) والمعروف ايضا أن كل مستوي يتضمن المستويات التي قبله بالإضافة الي ما يميز هذا المستوي …وبالتالي فإن قياس الفهم يعني بشكل ضمني قياس التذكر والفهم ، وقياس التطبيق يعني ضمنيا قياس التذكر والفهم والتطبيق … مثلا لا يستطيع طالب حل مسألة في الفيزياء الا اذا كان حافظا القانون ويفهمه وقادر علي تطبيقه في حل المسألة الجديدة، وفي اللغة العربية مثلا لكي يحل الطالب سؤالا في النحو او البلاغة لا بد ان يكون حافظا لقواعد البلاغة والنحو في كل سنوات التعليم السابقة( حيث من غير المفروض أن تتضمن كتيبات المفاهيم كل القواعد السابقة ) وان يكون فاهما لها حتي يستطيع تطبيقها في حل اسئلة يراها لأول مرة في الامتحانات
إن استهداف قياس التذكر فقط بشكل مقصور عليه يعني بشكل غير مباشر توجيه الدعوة للطلاب لحفظ المقررات بشكل صم
إن قصر بعض الاسئلة علي قياس الحفظ فقط يعني إجابة غالبية الطلاب عليه بشكل صحيح ومن ثم تصبح الاسئلة في هذه الحالة معيبة ووجب استبعادها من الامتحانات
إن معظم الاسئلة ان لم تكن كلها تتضمن الحفظ والتذكر بشكل غير مباشر وفي إطار توظيفه في عمليات عقلية أعلي
إن الفروق الفردية بين الطلاب تظهر بشكل أكثر وضوحا مع ارتقاء الاسئلة لقياس المستويات العقلية الاعلي ( وهذا أمر مرغوب فيه تربوبا) بينما تقل قدرتها علي التمييز كلما اقتصرت علي قياس المستويات العقلية الادني مثل الحفظ فقط
تشير بعض الدراسات النفسية إلي أن الحفظ هو شرط أساسي للإبداع
إن الكثير من المواد الدراسية خاصة في العلوم والرياضيات بل وفي بعض المواد الأدبية مثل الجغرافيا لا تتطلب وجود أسئلة فيها تقيس الحفظ فقط بل تتطلب توظيفه في العمليات العقلية الأعلي
قرار الوزارة بالغاء الاوبن بوك (مع عدم شمول كتيبات المفاهيم لجميع تفاصيل كل مادة) يعني ضمنا اعتماد الطالب علي نفسه في الحفظ
إن الحفظ المطلوب من الطالب تحقيقه هو ذلك القائم علي الفهم وليس الحفظ الصم وبدون ذلك لن يستطع الطالب توظيف المعلومات المخزنة في ذاكرته في حل الاسئلة التي تقيس الفهم والتطبيق بل والابداع