” تجربتى “
يوم كنت متحدثا باسم تعليم الجيزة “
هشام صلاح
اسمح لى عزيزى القارىء الحبيب أن أنقل لك خلاصة تجربة أفرزتها خبرات تراكمية من خلال العمل لسنوات كمتحدث رسمى باسم مديرية التعليم بالجيزة
قالوا ” ينضج الإنسان من خلال الخبرة إذا واجه الحياة بشجاعة و مصداقية ، هكذا تُكتسب الصفات التي تميزه “ واذا أراد النجاح فليجعل من المثابرة صديقا حميما ومن الخبرة مستشارا خاصا ، ومن الحذرأخا أكبر، ومن الامل حارسا عبقريا “
ولعل تجربتى من خلال العمل ” كمتحدث باسم تعليم الجيزة ” قد أتاح لى مجموعة من الخبرات التراكمية كانت نتيجة طبيعية لمواقف وقضايا شائكة مررت بها خلال تولى تلك المهمة
لنبدأ رحلتنا عبر سلسلة من الكتابات عن خلاصة التجربة وما واجهته أثناءها
” الحلقة الأولى “
————-
* قضية حرق الكتب الدينية بإحدى المدارس الخاصة “
=========
كان الاختبار الحقيقى الأول أثناء تولى د / ( ب ) لمنصبها كوكيل وزارة لتعليم الجيزة وشهادة حق كانت من أكفأ من أداروا شئون التعليم بالجيزة
حدثت العاصفة الهوجاء بعد تقرير وصل لوكيلة الوزارة بوجود كتب تحض على العنف وتمثل اتجاهات وأفكار متشددة بعيدا عن وسطية الإسلام مع ما يشكله من خطر على فكر ووجدان تلاميذ وطلاب المدرسة
فقررت على الفور وكيلة الوزارة بتشكيل لجنة مع وضع تقرير عاجل و ضرورة ضبط وتحريز تلك الكتب ومصادرتها ومن ثم قام البعض بتصوير لقطات لحضور وكيلة الوزارة لعملية التخلص من تلك الكتب
حينها قامت الدنيا ولم تقعد بعد نشر بعض المواقع لتلك الصوروبدأت بعدها سلسة من الهجوم الشديد والعنيف على السيدة الفضلى وكيلة الوزارة حيث استغل البعض الموقف فى محاولة للنيل منها شخصيا
* هنا كان موقف وكيلة الوزارة الشجاع بالمواجهة ومعها المكتب الإعلامى
كان لابد من تحرك المكتب الإعلامى للمديرية وذلك على جميع الأصعدة وفى كل الاتجاهات
– فكان التواصل مع مختلف وسائل الإعلام والصحافة لتوضيح الرؤية
– بعد الرجوع إلى السيدة وكيلة الوزارة تم تشكيل لجنة فنية من توجيه عموم المكتبات وتوجيه عموم اللغة العربية والتربية الدينية إضافة لممثلين عن توجية الفلسفة لإعداد تقارير حول طبيعة تلك الكتب وما تحويه لتحديد اتجاهاتها الفكرية ومدى ملائمتها للطلاب وكذلك السياسة العامة للدولة وما تشكله
وصرحت وكيلة الوزارة حينها بقولها :
” ظللنا بمكتبة المدرسة لمدة 4 ساعات ونصف داخل لجنة مكونة من 15 فردًا لقراءة الكتب الموجودة بها؛ حيث تأكدنا من أن المتن الموجود بالكتب غير مطابق لعنوان الغلاف”.
وأوضحت أن هناك أحد الكتب التي تم حرقها كان يدعوا إلى “إنكار المرأة، وبه أفكارًا معادية لها” كذلك رصدت اللجنة كتب بأغلافة مخالف للمتن بداخلها ” تزوير وتزيف ” يدعو جلها للعنف وتكفير المجتمع
وأضافت : “من قام بتصويري داخل المدرسة أثناء حرق الكتب له غرض لإحداث تلك الفوضى”
– انتهى التقرير إلى وجدود كتب لا تتلائم مع المراحل العمرية للطلاب لانها تمثل خطرا الناشئة لما تحمله من فكر الهدام ودعوة للعنف
– وعلى الفور تم توزيع صور من التقارير على الصحف وقمت بصياغة رد كامل على الصفحة الشخصية لوكيلة الوزارة نقل الرد كاملا بإحدى الصحف القومية ” الجمهورية ” تحت عنوان
( كلمة لمنتقدى قبل مناصرى )
– تم تنظيم عدد من اللقاءات مع وكيلة الوزارة لتوضيح الصورة
– الرد على الصور المنشورة وتوضيح ما جاء بها وأنها لم تكن حرقا للكتب بقدر ما كانت صورة رمزية لحرق الفكر الهدام والمتشدد ، أما عن الكتب نفسها فبعد تحريزها سلمت لجهات التحقيق بالوزارة مع الجهات الأمنية لاتخاذ الاجراءات المناسبة تجاه القضية
– تم التنسيق – بحكم عملى كمتحدث باسم نقابة المعلمين بوسط الجيزة ومنسقا إعلاميا مع المديرية لتنظيم مسيرة تمثل معلمى الجيزة لمقابلة السيد وزير التعليم محب الرافعى لتوضيح مو وكيلة الوزارة ونجحت المسيرة وتفضل السيد الوزير بابداء موافقته على استمرار وكيلة وزارة التعليم بالجيزة فى أداء عملها بعدما تبينت له الحقائق
( وهكذا كتب لى النجاح فى أول اختبارحقيقة كمتحدث رسمى لنقابة وسط ومنسق إعلامي لمديرية التعليم بالجيزة *)