المخرج والسيناريست ” كمال عطية صاحب أجمل وأجرأ الأعمال السينمائية والتى تناولت تلك القضية الأزلية قضية الصراع بين الخير والشر ، أو تلك الأفلام التى عالجت قضايا عاطفية واجتماعية، ومن أشهر أعماله : «المجرم» و«الشوارع الخلفية»، علاوة على فيلمه الخالد «قنديل أم هاشم» المصنف ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية،
ولمن لا يعرف فإن كمال عطية فهو أيضا كاتب العديد من الأغنيات الجميلة التي ظهرت في أفلامه أو أفلام غيره من المخرجين.
أما حديثنا اليوم عن واحدة من أشهر أغانيه التى كتبها ولحنها الموسيقار محمد الموجي لتغنيها صباح وذلك في فيلم «جوز مراتي» الذى انتج عام 1961،
وهي أغنية «الغاوي نقط بطاقيته» التي الأغنية التى كادت أن تمنع للمعارضة الشديدة لها لولا الرفض التام لذلك من جانب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
* الحكاية تبدأ بطلب المخرج نيازي مصطفى من كمال عطية كتابه أغنية تعبر عن أحد الموقف الدرامي حتى تغنيها صباح أمام فريد شوقي في فيلم «جوز مراتي» الذي كان يخرجه آنذاك. فكتب كمال عطية أغنية «الغاوي» وأدتها صباح بصوتها
موجة اعتراضات وغضب وحملة قاسية بدأت بعد عرض الفيلم وبعد بث الإذاعة المصرية لها ووجه نظر المعترضين أن صباح أدتها بطريقة غير مناسبة وبدلع زائد. ووصل الأمرإلى قيام «كمال الدين حسين»، أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة السابق ووزير التربية والتعليم فى ذلك الوقت بالكتابة في صحيفة الجمهورية ووجه نقدا لاذعا لصباح واصفا إياها بالدلع الزائد أثناء تأديتها للأغنية، ووجه السباب والشتم لكمال عطية باعتباره صاحب الكلمات
الأمر الذى دفع بعض الصحفيين لتوجيه النقد للأغنية وصاحبها إقتداءا بعضو مجلس قيادة الثورة .حت وصل الأمر لقيام ” سامى داوود ” الكاتب الصحافي وعضو الاتحاد الاشتراكي بما هو أكثر برفع الموضوع إلى رئيس الجمهورية، شاكياً وطالباً منه الأمر بمنع الأغنية.
وعن ذلك نشرت الكاتبة ريهام كمال في مقالها بمناسبة ذكرى وفاة الشحرورة: إن رد عبد الناصر كان على غير متوقع للكاتب سامي داوود، فققد تعجب الرئيس منه وقال له:
«أنا ما أصدرتش أمر بسماع الأغنية وفرضها على الناس. همّا أحرار، اللي يسمع يسمع، واللي مش عاجبه زيك يا سامي يقفل ودانه أو ما يشتريش الأسطوانة. معقول يا سامي أقول لصباح بطلي دلع وأنتي بتغني الأغنية دي، أو بلاش تغنيها، ما ينفعش عيب! يجب إلا نحجر على أحد خصوصاً الفنانين».
ولم تتوقف ردود الأفعال حول الأغنية عند هذا الحد فقد قيل وقتها إنها كادت أن تتسبب بطلاق صباح من زوجها آنذاك المذيع أحمد فراج.
ختاما لم تمنع كل تلك الأوات المعارضة من أن «الغاوي ظل ينقط» وظلت الأغنية تتردد علة الأسماع و نسي الجميع أصل الحكاية وفصلها.