” إن وراء كل أغنية قصة تُعايش الماضي والحاضر ” حتى أن نغماتها كتبت سطرت ميراثاً غنياً للأجيال المتتالية لتُجسّد من خلاله الواقع وما يحمله من لوعة وشجن ودموع وآهات .
فهذا شاعر الشباب أحمد رامي تفجر حبه لأم كلثوم بركان لوعة وعشق خلف وراءه أكثر 136 أغنية،
ولم يكن بليغ حمدي أقل منه هياما وكلفا فقرر أن يطوع موهبة نجمات الغناء ليكون شدوهن مناجاة غرام لمحبوبته وردة
وعلى نفس الدرب سارالشاعر كامل الشناوي الذى جسّد هو الآخر صورة جلية الألوان لمعاناة الألم والخيانة التي شعر بها تجاه نجاة في أغنية «لا تكذبي».
كثير من قصص الحب التي لم تكتمل، وجاءت الكلمة المغناة تحمل معانيها الخالدة عبر الزمن.
أما حديثنا اليوم فعن قصيدة ” قارئة الفنجان ” التى جسدت أبياتها واقعا مريرا عاشته مصر والمصريون عبر حقبة من تاريخها ” قارئة الفنجان ” صاغ أبياتها فى نظم كاللؤلؤ نزار قبانى معبرا عن قصة رمزين من رموز الغناء والفن المصرى ” العندليب – عبد الحليم ” و ” السندريلا سعاد حسنى “
كلاهما شغلا جزءا كبيرا من حياة المصريين وتركا ذكريات كثيرة فى ذاكرة ووجدان المصريين
والمتابع لحياة السندريلا يجد كما من التساؤلات الحائرة تطوف الأسئلة حول حياتها ، حبها ، وفاتها فكل مما سبق يشكل لغزا محيرا . تبدأ المأساة والتى شكلت جزءا كبيرا من مسار حياتها حتى الوفاة،
البداية حين كانت سعاد صغيرة. أحبت شابًا، واستسلمت له اتضح فيما بعد أنه مرسَل من قبل صفوت الشريف والذى كان حيئذ يعمل كضباط بالمخابرات المصرية في الستينات باسم ” السيد موافى “. وأمر رجاله بوضع كاميرات صورت سعاد برفقة الحبيب المزيف فى علاقة حميمية ثم ابتزوها بالفيلم وأجبروها على العمل معهم أحكم الشريف قبضته على حياة سعاد حسني منذ تلك اللحظة، عرقل جميع علاقاتها، حتى أنه رفض زواجها، وسخرها لخدمة مخططات قذرة تحت مسمى احتياجات العمل الوطنى – كما قيل –
ألى أن جاء اليوم الذي أحبت فيه عبد الحليم حافظ. أحبته حبًا شديدًا حتى قيل أنها قررت التدبير لقتل الشريف لئلا يقف بوجهها، لكن المحاولة التي وقعت في فندق الدورشستر الفاره في لندن فشلت
هنا بدأت مأساة السندريلا فانقلبت الأمور ضدها. حتى أن الشريف هددها صراحة بقتل حبيبها، لو وافقت على الزواج، وأكد لها أنه لن يسمح بذلك أبداً.
يذكر البعض أن الشريف دعا عبد الحليم وتعمد أن يريه الفيديو، لدرجة أن عبد الحليم أصيب بعدها بنزف
بعدها لم تجد سعاد سوى اللجؤ إلى الشاعر الكبير نزار قباني والذي كان يقيم وقتها في لندن و أخبرته قصتها، فكتب قصيدة قارئة الفنجان على أثرها،
وقدم لها نصيحة مخلصة حتى أنه أصر عليها أن تترك عبد الحليم حفاظا على حياته وضمانا لعدم غدر الشريف به
أرسل نزار القصيدة لعبد الحليم وغناها الأخير في عيد شم النسيم سنة ١٩٧٦، بعد أن غير فيها بعض الكلمات والعبارات كجملة
” فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود والقصر كبير يا ولدي وكلاب تحرسه وجنود”، فقام بتغييرها خوفًا من ظلم وعدوان الشريف لتصبح
“فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود.”
تلك كانت حكاية قصيدة قارئة الفنجان وبعدها اضطرت سعاد حسني في النهاية لترك عبد الحليم حفاظًا على حياته من غدر السيد موافى .
وإليك عزيزى القارىء أبيات القصيدة التى تجسد تلك المأساة :