بداية نثمن ذلك الجهد الرائد لملتقى السرد العربى والذى بمسؤليته بعض الكتاب الطليعيين يأتى على رأسهم: السعيد عبد الكريم و د إيهاب عبد السلام و أحمد عبد المقصود و د حسام عقل، ومن بين أهدافهم اكتشاف تيارات الكتابة القصصية الجديدة و الكتابات الطليعية في القصة القصيرة و الرواية و أدب السيرة الذاتية.
والمتابع لأنشطته وفاعلياته يلمس مدى حرصهم على مناقشة النصوص السردية من خلال أطر الأمانة والمهنية النقدية دونما تجريح أو دعائيات مع العمل على مساعدة المبدعين الجدد على توفير البيئة الراعية لهم
ولمست عن كثب مدى المصداقية النقدية مع حيادية الأحكام من خلال ندوتهم التى عقدت لمناقشة مسلسل “فاتن أمل حربي”،
فضلا عن تواجد عدة روافد مهمة لتحليل ونقد هذا العمل سواء بمشاركة الناقد إلى جوار رجل القانون وممثل عن المؤسسة الدينية
بداية كان الدكتور حسام عقل، منصفا حين قال :
“إن الفنانين ليسوا طيفا واحدا كما الدعاة وأصحاب الأقلام، وفي كل مجال يوجد المحترم والعكس، تلى ذلك إقرارا بواقع مفادة ” أن الأدلجة لا تصنع فنًا. “
ومن خلاله لتقيم كاتب العمل إبراهيم عيسى فقد أوجز لنا حالته بأنه ” كالقافز من السفينة، ليحمل غيره التبعة والتى ألقاها متعمدا على الدكتور سعد الدين الهلالي والذى صرح وبكل الوضوح بأنه : ” المسئول مسؤلية كاملة عن هذا العمل لأنه كما قال : ” راجع المسلسل كلمة كلمة”
وحتى لا يكون الكلام مرسلا دونما شاهد ودليل فقد استشهد الدكتور حسام بما نطقت به بطلة العمل فى أحد المشاهد من خلال لفظة “وس .” التي وصفت بها طليقها فهل ما ورد يليق بعد المراجعة
وحول الاخفاقات والأخطاء التى اشتمل عليها العمل وعددها الدكتور حسام قال على سبيل المثال – أن المسلسل تبنى المنظور الإنثوي فقط، واعتمد على رأي واحد
– صور الطلاق على أنه جريمة وأغفل متناسيا أنه رخصة،
– افتقاد المسلسل للأدوات الفنية
– ترسيخه للصورة الخاطئة عن المشايخ في ذهن المشاهد ليبدومن خلالها الشيخ بصورة النهم “للطعام والمال!”.
وخلص الدكتور حسام عقل بعد دراسته الناقدة للعمل إلى ما يلى :
– المؤلف أوإبراهيم عيسى يعمل جاهدا من أجل أن يؤسس عقد زواج بعيدا عن الأديان، وهو ما يتنافى مع الشريعة وعادات المصريين وتقاليدهم
– من خلال العمل أثبت إبراهيم عيسى الهدف الذى يضمره ويعمل من أجله وله حتى يستبعد الناس السنة من حياتهم، .
– أضاف الناقد إلى كل ماسبق ما اشتمل عليه المسلسل من الأخطاء اللغوية ـ والتي تعودنا عليها من إبراهيم عيسى كقول ممثل ” مَسند الإمام أحمد بفتح الميم ” بما لا يدع مجالا للشك فى عدم فهمه أو إداراكه للغة وقواعدها فضلا عن أصولها !
أماالطامة الكبرى والتى اشتمل عليها هذا العمل تلك التى وصفها الدكتور حسام عقل بقوله :
إن من أخطر ما جاء في المسلسل جملة
“مفيش كتاب موحد جامع مانع اسمه الشريعة”
والتى تؤصل لرفض الماضى جملة وتفصيلا ولإنكار كل شيء فلا سنة ولا قرآن فعقيدته
” تنحية السنة والقرآن “
كم كانت حيادية الناقد حينما عقد مقارنات تؤكد ضعف هذا العمل مقارنه بأعمال عظيمة للكاتبة حسن شاه والكاتب الكبير أسامة انور عكاشة والتى قدم كل منهما من خلال أعماله رسالة حضارية لتثير فى المجتمع حراكا لا احتقانا
كل ما سبق فضلا عما أكد عليه المستشار شريف الجندي من قوله
“أن مسلسل فاتن أمل حربي” قد اشتمل أخطأ قانونية وكان لزاما مراجعته قانونيا، قبل أن يعرض للمشاهدين.
وبعد أعتقد أن الندوة قد نجحت لحد بعيد فى إماطة اللثام عن الهدف الحقيقى للمؤلف وما اجهد نفسه والمشاهد فى سبيله من خلال ” التسريب الأيدلوجى ” لفكره ومعتقداته