تحل اليوم ذكرى ميلاد عالم النفس النمساوي الأشهر سيغموند_فرويد،
الذي وضع أساسات علم النفس التحليلي،
وأخذ علم النفس إلى عصر جديد لم يتوقف عند أطروحاته ونظرياته، بل أخذ في التوسع والتقدم.
ربما كانت نشأة فرويد الصعبة سببا في اتجاهه إلى دراسة علم النفس،
حيث نشأ في أسرة مكونة من أب متسلط و8 أشقاء وإخوة آخرين غير أشقاء..
وبرغم نبوغه طوال سنوات الدراسة الأساسية، أمضى 8 سنوات ليتخرج في كلية الطب، التي كانت تستغرق الدراسة بها 4 سنوات فقط،
إذ إنه لم يكن مُهتمّا بالعلاجات البيولوجية.
انطلقت الشرارة الأولى لمسيرة فرويد الحافلة عام 1895 عندما نشر كتابه *”دراسات في الهستيريا”* ،
والذي لم يمثل نقلة كبيرة في العلاجات النفسية فحسب، ولا حتى تأسيسا لعلم النفس التحليلي فحسب،
بل كان ثورة في فهم النفس الإنسانية برمتها،
إذ إنه كشف عن الجانب اللاواعي المظلم داخل الإنسان، والذي لم يكن مطروقا من قبل.
لم تكن الحداثة الأوروبية وليدة الصدفة أو العشوائية،
بل تطورت تطورا تدريجيا وبخطوات رصينة،
حيث انطلقت من ثورة الشك الكبرى التي أشعلها الفيلسوف الفرنسي الملقب بأبي الفلسفة الحديثة *”رينيه ديكارت”،*
والذي طالت مطرقته الشكوكية جميع الأساسات التي كان يرتكز إليها الإنسان، إلى أن توصل لإثبات مفردة يقينية واحدة وهي *”الذات المفكرة”،*
ومنها انطلق لاستكشاف العالم وقوانينه وألغازه.