مازالت الآراء متابينة والاختلافات واسعة بين مؤيد ومعارض لطريقة الاختبارات المتبعة حاليا والتى شهدت تحولا عن الأسئلة المقالية إلى أسئلة الاختيار من متعدد ، حتي اصبح لكل طريقة فريقها المدافع عنها وحين نطرح ها الموضوع لابد من الرجوع لأهل الحل والعقد أهل الفتوى فكان لزاما على أن أعرض لما كتبه الدكتور محمد أبو الفضل بدران الأمين العام السابق للمجلس الأعلي للثقافة تحت عنوان ” حفنة كلام أسئلة الامتحانات الجامعية”
حين كتب مقالا حول طريقة الاختبار بين مؤيد ومعارض لاستخدام اسئلة الاختبار من متعدد والأسئلة المقالية وجاء ختام مقاله شافيا بقوله:
” الرجوع إلى الحق فضيلة ” واليكم نص ما كتبه يقول الدكتور :
قبل عام كتبتُ هنا عن الامتحانات الجامعية وأهمية أن توُزّع بين الأسئلة المقالية وغيرها حيث وُجد اتجاه يرى أن أسئلة الاختبار من متعدد والصح والخطأ أنسب للطلاب وأسرع تصحيحا لأن الأوراق تُصحَّح إلكترونيا ويذلك نستبعد العنصر البشري ونُسرع زمنيا في عملية التصحيح، وهذا صحيح لكن هذه الأسئلة لا تقيس مهارات الطلاب ولا يتفوق فيها الموهوب بل تتحول إلى حفظ أرقام وسنوات وتعريفات وأسهل للغش، وقد تصلح في علوم لكنها بالتأكيد لا تصلح في علوم أخرى..
– فكيف أختبر طالبا في النقد الأدبي والموسيقى والرسم ودراسات الجدوى ومذكرات التحقيق والتخطيط الهندسي والحالات المرضية ومهارات التقنية وغيرها بالصح والخطأ واختيار من متعدد؟
– وكيف سيترافع المحامي ويشخّص الطبيب ويخطط المهندس ويستجوب القاضي ويشرح المعلم وباقي التخصصات بهذه الأسئلة؟
لقد بدا الأمر مستحيلا ولا أدري سبب إصرار البعض على هذه النوعية من الأسئلة غير المقالية،
-ولماذا لا نجمع بين الطريقتين ولتكن هذه الأسئلة MCQ بنسبة أقل من 50% والبقية مقالية حتى نقيس مهارات الطالب وتفرده عن أقرانه وإظهار إبداعه وتميزه وخطوط الطلاب التي ينبغي أن نعتني بها في مدارسنا فقد تحولت خطوطهم إلى لوغاريتمات لا تُقرأ وقد تسبب الكمبيوتر والتليفونات في تحويل الخط من إبداع ذاتي إلى صفِّ حروف آلية لا جمال فيها ولا روح.. فكيف يتخرَّج طالب جامعي دون أن يكتب جملة واحدة طوال أربعة أعوام جامعية؟
الجمع بين الأسئلة المقالية وغيرها سينقذ ما يمكن إنقاذه ، فالمهارات فردية وتصحيحها رؤى ذاتية أيضا ،والإبداع جمال والتفوق حلم، وأما الحديث عن أن الجامعات العالمية تطبق هذا فهو زعم كاذب وادخلوا على مواقع هذه الجامعات وتصفحوا نماذج أسئلتها في ينوك الأسئلة وسوف تجدون أن الأسئلة المقالية هي الأغلب، والرجوع إلى الحق فضيلة
. • خاتمة الكلام قال الشاعر:
إليك وإلَّا لا تُشدَّ الركائبُ ومنك وإلا فالمؤمَّلُ خائبُ وفيك وإلا فالغرام مضيّعٌ وعنك وإلا فالمحدّث كاذبُ لديك وإلا لا قرار يطيب لي عليك وإلا لا تسيل السواكبُ