قلت له : يا صديقى ليس دفاعًا عن بوتن ولا عن روسيا، ولا انطلاقًا من عدم تعاطفى مع الشعب الأوكراني ؛ فروسيا دولة عظمى ومن حقها أن تدافع عن أمنها المهدد من قوى عظمى أخرى لا ترحم ، كما أن أوكرانيا لديها ساسه وعسكريين كان عليهم أن يقدروا الموقف بحنكة ولا ينساقوا وراء وعود كاذبة من غرب لا يسعى إلا إلى تحقيق أمنه ورغباته فى سلب ونهب ثروات الآخرين دون أدنى اعتبار لفناء الملايين من البشر طالما أنهم من شعوب أخرى ، ليس لكل هذا يا صديقى وإنما ردًا على أكاذيب الغرب ؛ فروسيا لم تحتل أو تبتز يومًا دولة عربية ولم تقتل أحدًا من شعوبها ، كما أنها لم تسرق أو تنهب ثرواتها. يا عزيزى الدول الغربية – وبصفة خاصة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية – هى من احتلت وابتزت دولاً عربية ونهبت ثرواتها وقتلت ملايين من شعوبها على امتداد التاريخ فكيف نصدقهم وما زالت آثار فعلتهم باقية فى فلسطين والجزائر والعراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال وغيرهم من الدول العربية والإسلامية ودول العالم الثالث الفقيرة والضعيفة. يا صديقى ليس أمامنا نحن العرب إلا أن نتحد حتى يكون لنا صوت واحد ومسموع فيحترمنا العالم ويخشانا كل طامح أو طامع من الجوار الإقليمى أو الدولى ، وعلينا كذلك أن نتعامل مع الجميع غربًا وشرقًا فى ضوء مصالحنا نحن ؛ فالسياسية ليس فيها عواطف وإنما تبنى على المصالح. وعلى أية حال انتظر منى قريبًا يا صديقى أنت ومتابعى الكرام مقالاً مطولاً أو سلسلة من المقلات القصيرة توضح كيف دمرت بريطانيا وفرنسا وأمريكا العالم العربى وقتلوا ملايين من شعوبه ونهبوا معظم ثرواته .