بقلم صفاء مسعود
نعم عيون جائعة وعقول فارغة وبطون خاوية وتطلعات إلي ما هوا أبعد من يده ينسى كل شيء لا يفكر سوى في نفسه وكيف لهذا العالم أن يكون فيه كل الملذات وهوا لا يملك فيه شي سوى وظيفة بعد أن تخرج من الجامعة يجلس في منزله يري في التلفزيون إعلانات الطعام والشراب والفيلات ومركات البرفانات والصور الجميلة في كل مكان ويري عمرو أديب في برنامجه يروج للمطاعم يوضع أمامه سفرة من كل أنواع اللحوم والدواجن والكباب وهوا لا يري من الطعام سوى الفول والطعميه والكشري وأن تسمح ظروفه يشتري رغيف حواوشي حتى قالوا ده من لحم الحمير عف عنه يخرج إلي الشوارع يمشي في هدوء ينظر إلي الفترينات ويري ملابس النساء المثيرة ولا يملك رفاهية الزواج ومصاريف اكبر من مقدرته يمر على محل الحاتي يري الكباب على السيخ ويشم الرائحة تزكم أنفه وأصابع الكفتة والدجاج في الشواية يضع يده في جيبه يخرج الفلوس لا تتعدي خمسين جنيه يحسب كم بقى من الشهر ويمضي يجلس على قهوة بلدي ويطلب واحد شاي يشرب في هدوء يسمع آذان العشاء يذهب إلي الجامع ليصلي ويصبر على الحياه بعد الصلاة يجلس يسبح بحمد الله يقترب منه صاحب اللحية ويبتسم له ويقول مرحبا اخي في الله ويحدثه عن الجنة ونعيمها ويدعو له بالقرب من الله يفرح بهذا الصديق فهو ليس له أصدقاء ويتعرف عليه ويعرفه على باقي الجماعة ثم يبدأ يتكلم عن البلد وأن الكفر ملأ القلوب وأن لازم يوجد أهل الصلاح لإصلاح المجتمع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأصبح لا يري الدنيا كما كان يراها أصبح يري نفسه المصلح لهذا المجتمع الفاسد حتى يصل إلي أن يحمل حذام ناسف ليذهب إلي الجنة وعيونه جائعة إلي الحور العين