بداية نقول : ” لقد سبقك إلى دعواك هذى كثير من حق فيهم وعد الله وعقابه ” ولتأصيل حديثنا عما نحن بصدده نبدأ بقوله تعالى :
( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة: 32-33].
أيها الإعلامى المحترم
” إن كنت مومنا بالله ورسوله وكتابه الذى أنزله فلتراجع إيمانك وإن كنت تشكك فيما صلاحية ما أنزله وأنه لا يصلح للتطبيق فليسعك صدرك ولتحتفظ برأيك لنفسك
– فالله غالب على أمره ” فمن يعمل مثقال ذرة شرا يره ”
فوجئت كما فوجىء الجميع بأحد الصحافيين الذى ارتدى ثوب الإعلاميين يخرج علينا بكلام ومع الآسف الشديد ما هو إلا ترديد لكلام سبقه إليه من قضوا نحبهم ليقفوا بين يدى الله الخالق ليحاسبهم على ما تلفظوا بها مصداقا لقوله تعالى : ” وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ”
ينفث هذا الإعلامى سمومه فى المجتمع قائلا :
– أحكام القران لم تعد تتناسب مع المجتمع ومقتضيات العصر
– ادعو مجلس النواب – لو كان يمتلك الشجاعة – لاقرار قانون يقضى بالمساواة بين الرجل والمرأة فى أحكام المواريث
– ادعو للاحتفاظ واحترام النص المقدس لكن يتم تعطيل العمل به لانه لم يعد يتناسب مع المجتمع الان
– ثم قال واصفا رجال الدين بالتشدق سواءا العالم منهم أو شيخهم ” مقصودة ”
– ثم يتساءل –لماذا يسكت علماؤنا الآن عن ضياع حقوق المرأة وميرائها؟
ثم يخرج بدعواه إلا وهى – إن مصر منبع الافكاروالتجديد فلا بد من الثورة على الموروث العقائدى والاسلامى !
نقول لك إن كنت تدرى او لا تدرى – من قال لك أن احكام الموريث ظلمت المرأة فأعطتها نصف الرجل مطلقا !
– ألا تعلم ان هناك حالات تتساوى فيها مع الرجل وأخرى تزيد فى نصيبها على الرجل
أن إطلاق القول بأن الأنثى ترث نصف ما يرثه الذكر في الشريعة الإسلامية غير صحيح، فالأنثى في الشريعة قد ترث ” نصف ما يرثه الذكر”، كما هو الحال في ميراث ” البنت مع الابن “على سبيل المثال، وقد ترث مثل ” نصيب الذكر”، كما هو الحال في ميراث “الأخ من الأم والأخت من الأم” ، وقد ترث “أكثر مما يرثه الذكر”، كما لو “توفي شخص عن زوجة، وأخت شقيقة، وأخ من الأب” ، فإن ا”لأخت الشقيقة ترث النصف،” والزوجة الربع، وما بقي فللأخ من الأب، فتجد الأخت الشقيقة هنا ورثت أكثر من الأخ من الأب،
وأحيانًا ” ترث الأنثى، ويَسقط الذكر” ، كما لو كان مكان الزوجة في المثال السابق زوج، فإن له النصف، وللأخت الشقيقة النصف، ولا شيء للأخ من الأب، بل تكون الأنثى أحيانًا سببًا في إسقاط الذكر، كما لو توفي شخص عن بنت وأخت شقيقة، وأخ من الأب، فإن الشقيقة تسقط الأخ من الأب هنا.
أما عن قول الإعلامى – إن المراة الآن تعول وتنفق كالرجل فلفم يعد الرجل وحده هو الذى يعول فمن حقها أن تتساوى معه فى الميراث
ـ الرد عليه فهذا غير صحيح أيضًا، ولا نظن أحدًا يجادل في كون الرجل في هذا العصر هو المنفق والمعيل في الغالب، ولو تأملت من حولك من الناس لظهر لك ذلك جليًّا، وكون بعض النساء هي المعيلة للأسرة، وزوجها عاطل أو تعينه، فهذا قليل، وخلاف الأصل، وليس هو الغالب
ختاما : ادعوالله تعالى أن يجنبنا فتنة الذين ظلموا وليكن آخر كلامى قوله تعالى :
” واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ”
حفظ الله أمتنا ومصرنا الغالية ممن يدعون الوطنية وهم دعاة هدم وفساد لا بناء واصلاح