بقلم هشام صلاح
* استهلال :
بداية نوضح أن القصة كتبت قبل القرن التاسع عشر فى أحجام مختلفة ولأهداف متعددة دون احساس واضح بأهميتها كجنس أدبى مستقل له شخصيته مما انعكس على تقدير القصة ، ولم يدرك أحد أن الحكايات الصغيرة والصفحات القليلة يمكن أن تتسع لألوان من الجمال والمشاعر الانسانية أكثر وأعمق مما يمكن ان يوجد فى أية رواية عامرة بالصفحات
* وتعد القصة التمثيلية أحد أنواع القصة تلك التى يقصد بها البيان والابضاح أو الشح والتفسير فليس يلزم فى الأحداث أن تكون وقعت أو الاشاص أن يكونوا وجدوا أو فى الحوار أن يكون صدروإنما يكتفى فى كل ذلك بالقرض والخيال
– تناول :
إذا ما تناولنا بالحديث قصة ” صخرة الحياة “
نجد كاتبنا قد نجح إلى حد بعيد فى ان يبتعد عن أن يقرر رأيا أو فكرة فى سياق القصة إلا إذا جاء ذلك على لسان أحد من شخصياته
وإن كنا نلحظ أن سرد الحديث على لسان الشخصيات كان يحتاج لتغير لغة الحوار فمن الأفضل ألا تتكلم جميع الشخصيات بلغة واحدة كالفصحى مثلا لهذا فكان لزاما تغير ” تغيير لغة الحوار من خلال تنوع الشخصيات وثقافاتها وبيئاتها “
* أما عن شخصية الكاتب
فنلحظ أنه تغلب عليه النزعة الصوفية بما لها من صفاء روحى وشفافية خاصة تلك التى تلامس الفطرة السليمة ، فعاطقته جياشة تكاد من تدفقها أن تفيض نهرا جاريا لولا أن الكاتب بقيدها بقيود من الفضيلة والعفة والزهد فيها أحيانا وإن غلبته فى أحيان كثيرة
* ” تصاريف الحياة ” فى ميزان النقد
نفى الكاتب ان يكون متمردا او ناقما على اوضاع الحياة بل أثبت الرغبة والعشق لان يكون جزءا فاعلا فيها
* التمرد على تصاريف الحياة ورفض الكاتب للاستسلام من اول مرة لكن الكاتب واقعيا حينما اعترف بانه كغيره من البشر لا يملك الشجاعة لمواجهة صخرة الحياة
* واشعرأن هناك روحا شاعرة تسيطر على الكاتب من خلال ابداعه فى التشبية
كقوله ( من حقى أن أتمرد على السعادة التى انكرتنى) ( تحالفت مع البؤس )
* الموازنة الرائعة فى تفسيراته المتعددة ” للصخرة ” فنجد الكاتب يقدم تفسيرات متعددة لها
( الصلة والعلاقة بين الخطيئة والشعور بالذنب – علاقة اخرى بين الانسان والصخرة )
* لكل منا فى حياته صخرة – ذنوبى الثقيلة صخرة
الصخرة والانسان رفيقان غير متجانسين ولا متكافئين
( المشاعر وعلاقتها بالصخرة — الحجر الاسود بالكعبة – السعى بيت جبلين – الوقوف على جبل أخر – صخور تلقى حصوات تعبرعن رفض وهزيمة للداعى لها من خلال رجم ابليس )
ختاما :
لن أحجر على القارىء العزيز فى أن يعيش تجربة الكاتب بعد مطالعة
” صخرة الحياة ” فعله يهتدى إلى صخرته ويجتهد فى التفاعل معها والتعاطى من خلالها محاولا قدر الأمكان أن يجد من خلالها هدفا أو غاية يسعى إيها ومن خلالها
تحية للكاتب والروائى السيد حجاج والذى استطاع بحكمة ونظرة فلسفية صوفية احيانا أن يعبر عما تعانيه الانسانية الان من طغيان المادة وغياب بعض القيم والمبادىء الانسانية الراقية وسط معترك الحياة القاسية التى يواجهها الانسان