كتب هشام صلاح
دورالأم فى السينما المصرية من الأدوار بالغة الأثر والتأثير فى المشاهدين ، وتعددت الشخصيات اللاتى لعبن هذا الدور وأتقنت أغلبهن القيام به ، لكننا حينما نتحدث عن أشهرهن وأكثرهن تواجدن فى ذاكرة السينما فهى بصوتها الدفىء الحنون ونبراته العذبة الشجية وبلا منازع الفنانة ” فردوس محمد ” تلك الفنانة والتي لم يكتب لها أن تعرف الأمومة الا أنها أجمل وأبرع من قامت بهذا الدور
قالوا عنها أنها كانت توقف التصوير إذا ما حان آذان أحد الفروض لتقوم إلى صلاتها فتؤديها،
روى عنها أنها أبلغت الأطباء المعالجين وذلك أثناء مرضها الأخير، بأنها تريد وبلا تردد نزع جميع الأجهزة الطبية التى كانت موصولة بجسمها لتتمكن من الوضوء والصلاة
ومن حسن الوفاء والصداقة الحقة ما قامت به سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة والتى أصرت على اصطحابها معها للعلاج بسويسرا وذلك على نفقتها الخاصة، حتى أن ” حمامة ” اعتذرت عن ثلاثة أفلام بسبب سفرها مع الفنانة فردوس محمد المريضة ، وأمتد الوفاء إلى ما بعد وفاتها فقد كتبت ” فاتن حمامة ” رثاءا فيها وفاتها
لم يتوقف الوفاء والحب عند فاتن حمامة بل أمتد إلى قلب ونفس فنانات آخريات لأم السينما المصرية فردوس فهذه الفنانة وشادية وصباح وماجدة وهند رستم و نادية لطفي يتبادلن السهر إلى جوار سريرها أثناء تواجدها بالمستشفى
يروى عنها أيضا أن كوكب الشرق أم كلثوم توسطت لها عند الرئيس جمال عبد الناصر، ليصدر لها قرارًا بعلاجها في سويسرا على نفقة الدولة، وهو ما يعتبر أسرع قرار لعلاج على نفقة الدولة، والذي لم يستغرق سوى مكالمة هاتفية للرئيس عبد الناصر.
ويحكى أن العندليب عبد الحليم كان في استقبال جثمانها بالمطار، الذي قال عنها:
“اليوم فقط ماتت أمي فردوس محمد”، ولم يتمالك نفسه من البكاء الشديد مع شادية كذلك كان حال العديد من الفنانين ” كيحيى شاهين وشكري سرحان ورشدي أباظة وفريد شوقي .
وكان للفنانة فردوس حياة فنية حافلة بالأفلام المهمة التي شاركت بها، ورصيدًا يتجاوز 150 عملا فنيا. ويذكر أنها لم تعرف الأمومة رغم إنها صارت من أهم الأمهات في السينما المصرية. ماتت بعد معاناة صعبة مع مرض السرطان
رحم الله الممثلة المحترمة الوقور ” أم السينما المصرية ” فردوس محمد وتجاوز عن سيئاتها وأسكنها فسيح جناته ورحم أمهاتنا جميعهن