بقلم/سليمان عيسى أولواكيمي الجزولي
مدير مؤسّسة الهداية الإسلامية
صِفْ لِي النَّبِيَّ الَّذِي أَشْتَاقُ لُقْيَاهُ **
صُبْحًا مَسَاءً ، وَقَالَ الشِّعْرُ بُشْرَاهُ
صِفْ لِي النَّبِيَّ الْكَرِيمَ طَابَ مَبْدَأُهُ **
نَسْلًا وَمَذْهَبُهُ دِينًا وَمَرْمَاهُ
صِفْ لِي النَّبِيَّ أَتَى بالشَّرْعِ والحِكَمِ **
ويُقْتَدَى بِهُدَاهُ فَهْيَ مَجْرَاهُ
صِفْ لِي النَّبِيَّ الَّذِي يُرْجَى اقْتِدَاءُ بِهِ **
وَنَحْنُ نَرْغَبُ يَوْمَ الحَشْرِ لُقْيَاهُ
صِفْ لِي النَّبِيَّ الَّذِي يَشْتَاقُهُ أُمَمِي **
وَالْكَوْنُ يا لَيْتَهَا تَشْتَاقُ رُجْعَاهُ
صِفْ لي النَّبِيَّ الَّذِي تَجْرِي الشُّمُوسُ بِهِ **
وَالْبَدْرُ لم يَسْتَنِرْ واللهِ لَوْلَاهُ
صِفْ لِي النَّبِيَّ سَرَى لَيْلًا وَقَدْ عَرَجَ **
السَّمَاءَ ، أَسْرَى بِهِ لَا شَكَّ رَبَّاهُ
صِفْ لِي النَّبِيَّ نَجَا الرَّحْمَنَ مُرْتَغِبًا **
عَفْوًا لِأُمَّتِهِ ، فالّٰلهُ حِبَّاهُ
صِفْ لي النَّبِيَّ الَّذِي يُشْتَاقُ رُؤْيَتُهُ **
وَعُمْرُهُ فِي سَبِيلِ الّٰلهِ أَفْنَاهُ
صِفْ لِي النَّبِيَّ اتَّخَذْنَا الْإِحْتِفالَ بِعِيـ **
ـدِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِي فِي الدِّينِ ذِكْرَاهُ
هُوَ الْحَبِيبُ أَتَى بِالْعِلْمِ وَالْأَدَبِ **
وَجَاءَنَا بِكِتَابِ الّٰلهِ أَصْفَاهُ
هُوَ الْحَبِيبُ أَتَى بِالدِّينِ وَالرَّشَدِ **
أَخْلَاقُهُ دَائِمًا حُسْنًى وَمَرْعَاهُ
هُوَ الحبيبُ الَّذِي نَرْجُوهُ مَلْجَأُنَا **
قَدِ اتَّقَى الّٰلهَ رَبِّي حَقَّ تَقْواه
هُو الحبيبُ مُنَجِّ القَوْمِ مِنْ ضَرَرٍ **
صَلَّى عَلَيْهِ إِلٰهُ الْعَرْشِ مَوْلاهُ
هُو الحبيبُ الَّذِي يُرْجَى شَفَاعَتُهُ **
شَرْقًا وَغَرْبًا فَلَا غُفرانَ لَوْلَاهُ
إِحْيُاءُ ذِكْرَاهُ عِنْدَ الْبَعْضِ مُشْكِلَةٌ **
وَعِنْدَنَا مَعْشَرِي قَدْ اَصْطَفَيْنَاهُ
هُو الحبيبُ الَّذِي قَدْ طَابَ صُحْبَتُهُ **
خَلْقًا وخُلْقًا وَإِرْشَادًا ، فَمَرْحَاهُ
وَقَدْ تَفَضَّلَ رَبُّ العَرْشِ مِنْ قِدَمٍ **
عَلَيْهِ ، شَقَّ لَهُ إِسْمًا سَمَيْنَاهُ
مُحَمَّدُ الْمُصْطَفَى خَيْرُ الْأَنَامِ وَلَا **
أَحْدٌ يُقَارِنُهُ مَجْدًا فَبُشْرَاهُ
وَقُلْتُ: أَصْحَابَهُ الأعلامَ أَرْبَعَةٌ **
هُمُ أَبُوبَكَرِ الصِّدِيقُ أَثْنَاهُ (١)
وَمِنْهُمُ مَنْ هَدَاهُ الّٰلهُ مُعْتَدِلًا **
فِي خُلْقِهِ ، عُمَرُ الْفَارُوقُ حِبَّاهُ
لَمْ أَنْسَ عُثْمَانَ مَنْ بِالدِّينِ آثَرَهُ **
الرَّحْمَنُ، بَلْ عَنْ سَبِيلِ الشِّرْكِ أَثْنَاهُ (٢)
مِنْهُمْ عَلِيُّ أَبُو السِّبْطَيْنِ ذُو أَدَبٍ **
قَدْ جَاهَدُوا الشِّرْكَ حَتَّى القَوْمُ أَخْفَاهُ
سَلَامُ رَبِّي عَلَيهِمْ سَرْمَدًا أَبَدًا **
فَذِكْرُهُمْ عِنْدَنَا مَا قَدْ تَلَوْنَاهُ
ثُمَّ الصَّلاةُ على هَادِي الأنامِ مَعَا **
رِضْوَانُ رَبِّي على مَنْ كَانَ أَطْرَاهُ
هُو الجزولي أبو بلقيس ذُو أَدَبٍ **
فِي الشِّعْرِ تُوِّجَهُ فَالّٰلهُ أَعْطَاهُ
(والشَّمسُ لا ينبغي أن تدرك القمر) **
قُومُوا لِبَبْغَائِكُمْ فَالّٰلهُ مَوْلَاهُ
________________
(١) أثناه : صار ثانيَه ( ثاني اثنين إذ هما في الغار)
(٢) اثناه عن الشرك : ردّه ، صرفه عنه.