بقلم / د السيد خلف أبو ديوان
قال تعالى في سورة (التوبة) وما أحوجنا إليها:
{إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ…}، ولما كان خلقه القرآن، وكان قرآنا يمشي على الأرض فلا أظن المزكَّى من ربه عقمت أمته أن تلقن المستهزئين سطرا من الحكمة، لا ينأى عن معنى النصرة القريب. إن رجلًا ساد الخلق، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأرسل للناس كافة بشيرًا ونذيرًا ورحمةً للعالمين، وأقسم رب العزة بحياته في سورة الحجر عن قوم لوط:
{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} بعد أن فسد عقلهم وعميت بصيرتهم، وناداه بأحب الأسماء وأكمل الصفات تعظيما وتنبيها وتعريفا بغير أداة بــ (يا أيها الرسول/النبي)، وأخذ على أنبيائه الميثاق باتباع النبي الخاتم ليس غريبا أن يتطاول حقدا وجهلا بعض المأفونين عليه. ولست منزعجًا من اقتراف بعض رموز الغرب تلك الإساءات بين الفينة والأخرى بقدر ضيقي واستيائي من الصمت العربي المخزي، ولا أدري: الولاء لمن؟ ولا البراء ممَّا؟ فقد روي عن الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنهما أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ» وزاد أنس رضي الله عنه «والناس أجمعين». لذا؛ سأترك قرار المقاطعة للأفراد وللأنظمة السياسية، ولمجامع الفتوى، ولطبطبة الأزهر الخفيف، وأكتفي بدعوة كل مبدع حق أن يرد على المسوخ والأشباه -حسبة لله وتجنبا لغضب لا تقوى أرضنا الماجنة على دفعه- شعرًا ونثْرًا؛ ليصير إبداعه زادا في الدنيا ورصيدا إلى الآخرة. رزقنا الله وإياكم الرشد والقبول والتجرد والإخلاص ولا حرمنا شربة ماء من حوضه الشريف، وآخر دعوانا أن الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، والله من وراء القصد.