تعليق هشام صلاح
فى ذكرى الحبيب المصطفى خير البرية تطل علينا نفحات مولده الذى بددت ظلام الكون وأعادت البشرية إلى رشدها وهدايتها بعد ان تمادت فى غيها وضلالها ،
تمربنا ذكرى مولده فى خضم أحداث وشرور ومظالم ملأت الدنيا شرقها مع غربها ، تأتى بذكرى ميلاد الحبيب لنجدها تعيد إلينا وإلى نفوسنا شيئا من الصفاء والهدى والهدى حيث ننهل من ذكرى مولده مكارم الأخلاق تأسيا بصاحب الذكرى العاطرة
ولعل من التجارب الأدبية و الانسانية التى يجب التوقف عندها تجربة شاعر مصرى أصيل حمل لواء الشعر بكل ما تعنيه مفردات الكلمة ومعانيها إنه شاعرنا ” فاروق جويدة ” الذى صار – وحق له – أن يتربع على عرش الشعرعلما مدويا بما يشهد لها من صفاء النفس وعذوبة الكلم وروعة فى الخيال
نتوقف معه قليلا عبر قصيدته لنرى كم الالم والشكوى التى يبثها من خلال أبياته التى يناجى فيها رسول الرحمة رسول الانسانية محمد ،
واضعا بين يديه صورة حقيقية لزماننا الحالى هذا الذى حذر منه رسولنا الأكرم وأنبئنا به قبل أربعة عشر قرنا من الزمان حيث قال صل الله عليه وسلم ” سيأتى على الناس سنوات خدعات “
صدقت رسولنا وشفيعنا فها هو قد أتى ! ها هو بكل حرف مما وصفت ! قد أطل على الدنيا وعلى أمتك
فلنعش هذه التجربة فى مناجاة شاعرنا لرسولنا الكرم
مع قصيدة ” اهلا رسول الله ” للشاعر الكبير فاروق جويدة
أهلاً رسول اللهِ يا خير الهداةِ الصادقين
أنا يا محمدُ قد أتيتكَ من دروب الحائرين
فلقد رأيتُ الأرضَ تسكرُ من دماء الجائعين
والناسُ تحرقُ في رفاتِ العدلِ
ماتَ العدل فينا من سنين
أنا يا رسولَ الله طفلٌ حائرٌ
من يرحم الآباءَ من يحمي البنين ؟
الناسُ تأكلُ بعضَها
هذي لحومُ الناسِ نأكلها ونشرب خلفها
دمعَ الحيارى المتعبين
رفقاً رسولَ اللهِ لا تغضب فهذا حالُنا
فلقد عَصينا الله في زمنٍ حزين
ماذا تقولُ إذا سرقتُ الناس خبّرني
وطيفُ الجوع يقتل طفلتي؟
وأنا أموتُ على الطريقِ وحوله
يسري اللصوصُ وهم سكارى
من بقايا مهجتي ؟
بالله خبرني رسول اللهِ
أين بدايتي .. ونهايتي ؟
أتُرى أعيشُ العمرَ مصلوبَ المنى ؟
* أنا يا رسول اللهِ
لم أعرف مع الدجل الرخيص
حكايتي ماذا أكونُ ؟ ومن أكونُ ؟ أمام قبر مدينتي
وأموتُ في نفسي .. أموت
وأموتُ في خوفي .. أموت
وأموت في صمتي .. أموت
أنا يا رسول الله أحيا كي أموت
قالوا بأن الموت موتٌ واحدٌ
وأمام كل دقيقة قلبي يموت
قلبي رسول الله في جنبي يموت
ماذا أقول وقد رأيتُ الأرضَ تفرحُ
بالمعاصي والذنوب؟
ماذا أقولُ وعمري الحيرانُ
يطحنه الغروب ؟
والحبُ في قلبي يذوب
آهٍ رسولَ الله من أيامنا
فلقد رأيتَ بنورِ قلبكَ حالنا
يا منصف الأحياءِ والموتى
ويا نوراً أضاء طريقنا
لا تترك الأحزانَ ترتعُ بيننا