شجرة العليقة”.. إحدى عجائب عالم النباتات التي تنفرد بها شبه جزيرة سيناء، والتي مازالت تبهر جميع زوار الدير من مختلف الجنسيات، فيشعرون بقدسية تنتاب كل من يقترب منها، فهي الوحيدة من نوعها في العالم.
“لا تنمو في أي مكان، وفشلت جميع محاولات زراعتها في أي تربة أخرى”.. هكذا بدأ خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري، وسيناء ” مؤكدًا أن شجرة العليقة الشجرة المقدسة الذي رأى عندها نبي الله موسى نارًا، حينما رأى فرعًا من الشجرة يشتعل والنار تزداد بينما الفرع يزداد خضرة فلا النار تحرق الخضرة، ولا رطوبة الخضرة ومائيتها تُطفئ النار، وعندها سمع صوت “الله” سبحانه وتعالى.
وأضاف “ريحان” أن نص القرآن الكريم يشير إلى مميزات مناخية للمنطقة التي تقع بها الشجرة، مشيرًا إلى أنها شديدة البرودة حيث ذهب نبي الله موسى راجيًا جذوة من الخشب يشعلها ليستدفئ بها كما جاء في قول الله تعالى “إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ” مؤكدًا أن الآيات تنطبق على منطقة سانت كاترين أكثر المناطق برودة في مصر كلها لارتفاعها عن سطح البحر بحوالي 1500 متر.
وأوضح “ريحان” أنه يوجد تأكيدات أخرى على قدسي حيث أن لهذه الشجرة أسرار خاصة لا تتوافر في أي نبات وهي خضرتها طوال العام، كما أنه ليس لها ثمرة، لافتًا إلى أنه رغم وجود شجر آخر من نبات العليق في سيناء لكن هذه الشجرة متفردة كما أن محاولات إعادة زراعتها فشلت في كل مناطق العالم وشهد بذلك الرّحالة الألماني “ثيتمار” الذي زار سيناء عام 1216، مشيرًا إلى أن “شجرة العليقة الملتهبة أخذت بعيدًا وجرى تقسيم أجزاء منها بين المسيحيين ليحتفظوا بها كذخائر ثمينة”.
وتابع “خبير الآثار” أن الحقائق الأثرية أكدت تفرد الشجرة دينيًا ومناخيًا حيث جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين عام 336 ميلادية لتحج إلى “الوادي المقدس” وشاهدت الشجرة المقدسة، وبنت في أحضانها كنيسة صغيرة ما زالت حتى الآن وأطلقت بداية رحلات الحج لكل مسيحي العالم لزيارة الشجرة المقدسة وجبل موسى بسيناء وتوالت الرحلات إلى الوادي واستمرت حتى الآن بنفس الطقوس القديمة من صعود الجبل وعبور بوابتي الاعتراف والغفران ثم الصعود إلى قمة الجبل والهبوط لزيارة الشجرة عن طريق مدخل الحجاج القديم في الجدار الشمالي الشرقي، مضيفًا أنه في القرن السادس الميلادي بنى الإمبراطور “جستنيان” أشهر أديرة العالم في الوادي والذي ضم داخله الشجرة المقدسة.