متابعه أماني عمار
(وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا واعز نفرا
ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ماأظن أن تبيد هذه أبدا)
….
من سورة الكهف التي أوصي المصطفي بتلاوتها كل جمعة
لأنها عاصمة من الفتن
وفي الحقيقة تحتوي سورة الكهف
علي أربع قصص تلخص الفتن الأربع الكبري في الدنيا
فتنة الدين في قصة الكهف
فتنة المال في قصة صاحب الجنة التي سأتأمل في معانيها اليوم
وفتنة العلم في قصة موسي والخضر
وفتنة السلطة في قصة ذي القرنين
..
في قصة صاحب الجنة
وهي في اللغة الحديقة الغناء السامقة الأشجار الباسقة الأفنان التي تجن الرؤية
عما بداخلها أي تحجب الرؤية فسياجها طبيعي قوامه الأشجار الشاهقة الساترة
لم يقف السرد القرأني عند زمان أو مكان هذا الرجل الذي فتن بماله فليس المقصود البحث عن الفضائح أو البحث عن الإثارة
ولكن المقصود تلقي الدرس واستقبال الموعظة
واقتحم النص القرآني مباشرة قلب الرواية
عندما يقف صاحب الثروة مفتونا بماله وانجازاته لا يري سوي النعمة ويتجاهل المنعم
ويعتقد أنه وليد مهارته وثمرة قريحته العبقرية دون توفيق من ربه ومولاه
والله هو خالق المال وصاحب المال ونحن مستخلفون فيه علي سبيل الاعارة
وسيزول يوما اما ان يفارقك وانت قيد الحياة أو تفارقه انت بمغادرة الحياة
ويقال أنما سمي المال لان الناس تميل اليه وهو يميل عنهم
وعندما تتناسي فضل الله عليك في ثروتك وتعتقد انها ثمرة اجتهادك فقط
لن تتذكر حق الفقير والمحتاج في هذا المال
فيتمكن منك الحرص والبخل والغرور
وتتخيل أنك خالد في الحياة
وأنك طالما امتلكت أسباب الثروة فلن تبيد هذه الثروة
أبدا
وستستمر في نمو وزيادة
تتجاهل إرادة السماء الحاكمة المهيمنة
التي تبسط الرزق وتقبضه
وتمنح وتمنع وترفع وتخفض
وتبارك لمن أعطي