تنتظر جموع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها كل عام أن يهل عليها هلال عيدين عزيزين علينا ألا وهما عيد الأضحى وعيد الفطر ولكن من منا يعرف لهما حقهما وقدرهما ، لأجل عذا آثرت أن تكون هديتى إلى أحبتى تلكم الدرر المكنونة فى هذه العبارات حول عيدنا والذى أظلنا بفضائله هذه الأيام — بداية
قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:
((ما هذان اليَومان؟))، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إنَّ الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر))؛
ولنا ان نحصى بعضا مما تتميَّزُ به الأعيادُ الإسلاميةُ عن أعيادِ غيرنا وعن الأعيادِ البدعيةِ لعل من بينها
• أنَّها ربانيةٌ، أمرَ اللهُ سبحانه بها، وبلَّغَها الرسولُ صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً وإقرارًا لأمَّته.
• أنها تجيءُ بعدَ موسمينِ عظيمين وبعدَ أداءِ ركنين من أركانِ الإسلام.
• أن إطعامَ الفقراءِ وإغناءهم في هذَين اليومين واجبٌ أو فضيلةٌ تتضاعفُ بشرفِ الزمان.
• ليسَ في أعيادِنا استباحةٌ للمحرَّمات؛ فلنا أن نفرحَ ونلهو بكل حلالٍ لا حرجَ فيه على الدِّينِ أو المروءة.
• أنهما يَجيئانِ في جميعِ فصولِ السنةِ كمزيةٍ للتقويمِ الهجري، خلافًا لأعيادٍ محبوسةٍ على فصولٍ لا تَبرحها.
• أنها فرصةٌ لاجتماعِ الأمةِ على مستوياتٍ مُختلفةٍ في الصلواتِ واللقاءاتِ العائليةِ والإقليميةِ، أو على الصعيدِ الطاهرِ في الموسمِ الميمون.
• أنها خُصَّت بأسماءٍ شرعيةٍ مثل: “الفطر” و”الأضحى” و”يوم الجوائز” و”يوم الحج الأكبر”.
• أن العيدَ عبادةٌ وتعبيرٌ عن السعادةِ بتمامِ الطاعةِ وسؤالِ القبولِ منَ الرب الكريم.
• أعيادُنا شُرعت لذكرِ الله وشكرِه وتكبيرِه وحمدِه؛ فهي أنسٌ بالله وفرحٌ بدينه، مع ما فيها من جوانبَ دنيوية.
هذا يوم العيد يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعة بقوة إلهية فوق منازعات الحياة
” ذلك اليوم الذى ينظر فيه الانسان إلى نفسه نظرة تلمح السعادة وإلى أهله نظرة تبصر الاعزاز وإلى داره نظرة تدرك الجمال وإلى النماس نظرة ترى الصداقة
ومن كل تلك النظرات الجميلة إلى الحياة والعالم فتبتهج نفسه بالعالم والحياة وما أسماها من نظرة تكشف للانسان أن الكل جماله فى الكل”
يوم العيد يجب أن نعرف جميعا أن العبرة بروح النعمة لا بمقدارها ، وأن الاشياء الكثيرة لا تكثر فى النفس المطمئنة وذلك تعيش النفس مطمئنة مستريحة
وهنا يجب علينا أن ندرك أن العيد إنما هو المعنى الذى يكون فى اليوم لا اليوم نفسه
فقد كان العيد فى الاسلام هو ” عيد الفكرة العابدة فأصبح اليوم هو عيد الفكرة العابثة ” ويجب أن ندرك أيضا أنه ليس العيد للامة إلا يوما تعرض فيه جمال نظامها الاجتماعى فيكون يوم الشعور الواحد فى نفوس الجميع والكلمة الواحدة فى ألسنه الجميع
أخيرا يجب أن نؤمن بحقائق ومعطيات ثابتة فى أعيادنا وهى أنه
” لو كبَّرَت قلوبُ المسلمين كما كبَّرت ألسنتهم، لغيَّروا وجه التاريخ، ولو اجتمعوا دائمًا كما يجتمعون لصلاة العيد، لهزَموا جحافل الأعداء، ولو تصافحَت قلوبهم كما تتصافح أيديهم، لقضوا على عوامل الفُرقة، ولو تبسَّمت أرواحهم كما تبسَّمت شفاههم، لكانوا مع أهل السماء، ولو لبسوا أكمل الأخلاق كما يلبسون أفخر الثياب، لكانوا أجمل أمة على الأرض”،
ختاما كل عام وأنتم أحبتنا وجموع المسلمين بخير ووحدة وسلام وآمان