بقلم الكاتبة/شادية محمد الوكيل
خطر جديد يحدق بالعالم، وسبق وأن دمر دول بأكملها وحضارات، وذلك بعد أن أعلنت الصين اليوم عن مستوى الخطر الثالث لتفشي مرض “الطاعون الدملي” في منطقة منغوليا وتم اعطاء توصيات بعدم اصطياد وتناول الحيوانات البرية.
ومرض الطاعون الدملي “bubonic plague” هو مرض حيواني المنشأ وينتشر بين القوارض الصغيرة “الفئران والجرذان” والبراغيث، وينتشر هذا المرض من دولة إلى أخرى عن طريق الفئران التي تنتقل بواسطة وسائل النقل، ويعرف باسم الطاعون الاسود لأنه يحول الدم للون الأسود.
ويمكن أن يصاب الإنسان والحيوان بهذا المرض عن طريق الفئران والجرذان ولدغات البرغوث، و سبق أن دمر هذا المرض حضارات عديدة عبر التاريخ.
وذكت صحف صينية أنه تم رصد مريض أصيب بالعدوى أمس الأحد بعد تواجده في بؤرة تفش محتملة، فيما نقل رجل مشتبه بإصابته بالطاعون الدبلي السبت إلى المستشفى وبعد ذلك تم الإعلان عن المستوى الثالث من التحذير الوبائي في هوشون (وحدة إدارية إقليمية في منغوليا الداخلية) في أوراد-تشونجكي في مدينة بيان نور.
وقالت السلطات الصينية إن هناك خطر من انتشار المرض بين سكان المدينة، وأعطيت توصيات بعدم اصطياد وتناول الحيوانات البرية.
ومرض الطاعون الدملي كما زكر لنا عدد من الاطباء المختصين الذين تواصلنا معهم ،انه قديم جداً وتسبب بموت الملايين من البشر في آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وسمي ب”الموت الأسود” بسبب بقع من الدم تصبح سوداء كانت تظهر تحت جلد المصاب.
واضافوا انه تنتقل عدوى المرض إلى الانسان عن طريق البراغيث، الناتجة عن تكاثر الفئران وانتشارها، ويمكن أن يصاب الانسان والحيوان بهذا المرض عن طريق الفئران والجرذان وعضات البرغوث وقد ينتشر من دولة لأخرى عن طريق الفئران التي تنتقل بواسطة وسائل النقل.
واكدوا ان هناك 3 انواع من هذا المرض الأول هو الطاعون الدبلي ويسبب التهاب اللوزتين والغدد اللمفية والطحال وتظهر أعراضه على شكل الحمى والصداع والرعشة وآلام في العقد اللمفاوية، أما الطاعون الدموي، فتتكاثر فيه الجراثيم في الدم وتسبب حمى ورعشة ونزفا تحت الجلد او في أماكن اخرى من جسم المصاب، وهناك الطاعون الرئوي وتدخل من خلاله الجراثيم الى الرئتين وتسبب الاصابة بالالتهاب الرئوي، ويمكن أن تنتقل العدوى الى الاخرين من الشخص المصاب بهذا النوع، أي يمكن ان يكون هذا النوع وسيلة للإرهاب البيولوجي.
أما أعراضه فتتم عن طريق لدغة برغوث حامل للعدوى، وتخترق عصوية الطاعون، أي اليرسينية الطاعونية، الجسم في موضع اللدغة وتعبر الجهاز الليمفاوي لتصل إلى أقرب عقدة ليمفاوية وتتكاثر فيها. ثم تلتهب العقدة الليمفاوية وتتوتر وتصبح مؤلمة ويُطلق عليها اسم “الدبل”. وفي مراحل العدوى المتقدمة، يمكن أن تتحول العقد الليمفاوية الملتهبة إلى قرحات مفتوحة مليئة بالقيح. ويعتبر انتقال الطاعون الدبلي بين البشر أمراً نادر الحدوث.
وتشمل الأعراض ظهور حمى مفاجئة في البداية، ورعشة، وآلام في الرأس والجسم، وضعف وقيء وغثيان، وقد تظهر أيضاً الغدد الليمفاوية المؤلمة والملتهبة أثناء الطاعون الدبلي، وتظهر أعراض الشكل الرئوي بشكل سريع بعد العدوى، فقد تظهر خلال أقل من 24 ساعة، وتضم أعراضاً تنفسية وخيمة مثل ضيق النفس والسعال، الذي يصاحبه البلغم الملوث بالدم في كثير من الأحيان.
ويمكن علاج الطاعون بالمضادات الحيوية، وتكون درجة الشفاء كبيرة إذا ما بدأ العلاج مبكراً، لذا على أي شخص مقم بالمناطق التي ينتشر فيها المرض التوجه ى مركز صحي لتقييم الحالة والعلاج. ويجب عزل المرضى المصابين بالطاعون الرئوي وعلاجهم على يد طاقم طبي مدرب يرتدي معدات الحماية الشخصية.
وهناك عدة قواعد يجب مراعاتها للوقاية من الإصابة بذلك المرض الخطير ومنها تجنب المخالطة عن مسافة(أقل من 2 متر) مع شخص مصاب بالسعال، وعدم التواجد في المناطق المزدحمة، والامتناع عن ملامسة الحيوانات النافقة وإرتداء طارد الحشرات أثناء التواجد في المناطق التي يتوطنها الطاعون.