بقلم هشام صلاح
أقدمت مديرية التربية والتعليم بالجيزة ” العلاقات العامة ” على خطوة محمودة وهى إعداد لوحة التميزلتكريمهم ، فالفكرة سامية من حيث هدفها وقيمتها لكن
– ألم يكن من الأولى أن تكون اللوحة فى بداية تفعيلها تضم أسماء شهداء المعلمين ممن أسلموا أرواحهم الطاهرة وهم فى ميدان عملهم بعدما أصيبوا بفيروس كورونا وهم يؤدون رسالتهم ؟ — قد يقول قائل :
وما شأنك أنت والحديث عنهم وتوجيه اللوم لتلك اللوحة ؟
– الجواب بسيط ولى فى الرد منطلقان /
أولهما : إنسانى أخلاقى من منطلق رسالتى التى آمن بها أننى واحد من المعلمين وأن هؤلاء الذين استشهدوا فيهم الأخ والصديق والزميل ممن يعملون معنا لخدمة العلم والوطن ،
وثانيهما من منطلق مهنى حيث كلفت بأن أكون المتحدث الرسمى باسم نقابة معلمينا بوسط الجيزة فكان لزاما على ان اكتب وأتساءل كما يتساءل الكثيرون عن الضوابط والمعايير وتلك اللجنة المسئولة عن اختيارالمتميزين ؟
وأقسم أن هذا ليس قدحا أو ذما فيمن تم اختيارهم فهم زملاء واصدقاء أعزاء لكننى حائر
– لماذا أغفلت لوحة التميزشهداءنا من المعلمين ؟
وبغض النظر عن تلك الأسباب فما دفعنى للكتابة آرانى أشعربأوجاع وآلام ودموع أسر شهداء المعلمين أحس بها فليس بمستبعد أن يكون أى منا الضحية التالية لهذا الوباء القاتل هنا لزاما أن نتذكرصورة
– أم لمعلم فقدت الابن فقدت من كان نورا لعينها وأملا لحياتها ، وتلك زوجة فقدت زوجها وعائلها الوحيد وهذان طفل و طفلة أتخيلهما يبكيان أمام لوحة التميز متسائلين !!
– لماذا لم تضم اسم أبيهما الذى جاد بروحه فداءا لرسالته حين ترك بيته وأسرته لا لشىء إلا ليكون بمؤسسته التعليمية يؤدى رسالته التى آمن بها ومات فى سبيلها
عتابى لك لوحة التميز /
– ترى هل نسيت أم تناسيت معلمينا الشهداء الذين استشهدوا جراء هذا الوباء بعدما أصيبوا به داخل مؤسساتهم وهم يؤدون مهام عملهم وفى ظروف أقل أن توصف بالقاسية ؟
أقول لكم أيها الشهداء ولذويكم وأهلكم وأنت اولى بكل تكريم
شهداءنا شهداء المعلمين إن كانت لوحة الأرض ” للتميز ” قد نسيتكم فإن لوحة هى أعظم قد أعدت خط فيها اسماؤكم فى السماء ” إن هى إلا لوحة الشهادة بإذن الله ”
رسالتى لك لوحة التميز /
تذكرى شهداءنا الأبرار من المعلمين الذين استشهدوا جراء هذا الوباء ، فقبل أن تكرمى أحياءنا من المعلمين كرمى شهداءنا من المعلمين فحق لاسرهم أن يفخروا بعطاءهم وحق لهم أن يروا تكريمهم وهو اقل القليل بحقهم
ختاما :
تحية لشهداء المعلمين الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداءا لرسالتهم بإدارات العجوزة وشمال الجيزة وبولاق والعمرانية
تحية لكل شهيد من شهداء العلم والمعلمين فى ربوع الوطن الحبيب والذين مازالوا يتساقطون فى محاريب العلم الواحد تلو الآخر فعلى معلمينا من الله الرحمة والمغفرة