أيا وجعي القائم بين زخات المطر، تشجيني حنيناً وترسمني فوق الزجاج بالألوان..
هذه عاشقة اتكأت فوق أريكتها البنفسجية كمن تهذي وترسم الحلم سِهما بين قلبين فإذا السهم يغرس الأرض بقتلاه.. وهذا العاشق تدفعه الأشياء ليجوب في المدن، تشده الهموم من أزره ليكتب .. فإذا هو يعبر المحيط ولا يكتب إلا عن الفراق..
أجدني ثابتة لا أستطيع، لا أهذي، لا أكتب ولا أرسم.. تنتابني حالة لا أرى في مرأتي سوى بقايا من حلم في يقظتي، وتصارعني الدموع وحينها لا أجدني ولا أجده..
نعم لا حياة لمن لا تناديه .. هي بعشقها تنتظر ، بجوارها صينية من الفضة ، ترص فوقها بعض فناجين القهوة وكنكة من النحاس وعبوة البن بها القليل منه.
أما هو فقابع هناك على إحدى أطراف الشواطئ هارباً من ذكريات تجوب به المدن، يمسك بصدفة ألقاها البحر بجانبه، يمسكها ..يضعها على أذنه علها تحيي الأمل في قلبه، بعد ما أماته القدر، يجدها تذكره وتهمس باسم أحد شوارع القاهرة . وتسأله: هل تذكر شارع المعز؟
كانت الشمس تحرق الشوق وتلهب القلب بتلك المشاعر، وهو يخبرها بوقت السفر، و الدموع تسيل على خديها !
هذه الشمس لم تكن كافية لأحراق أوراق السفر لم تكن كافية لأنهاء فراق لابد منه.. كانت هي كمن تتحدث مع الموت، وهو كان يتحدث مع الرياح..
كادت تقتله من غضبها وهو كاد يحمل نعشها إلى لا شىء سوى الوداع.. مازال يتودد لصدفته .. يحثها أن تأتيه بذكريات أخرى، وصدفته تلقي له الأنغام، تسحره بمزيج يمضغه ويبتلعه حتى يسري الدم بداخله وينبض القلب من جديد..
عله يعود ويجلس معها فوق اريكتها البنفسجية
فتناديه وتعود اليه الحياة..
سومه عطا
إيزيس