حوار / هشام صلاح
الجزء الثانى من الحوار
نستكمل حوارنا عبر لقاءنا الثانى وحوار مع فيروس كورونا أو كوفيد 19 كنا قد توقفنا فى حديثنا الأول عند هذا السؤال
– ماذا تتوقع أنك فاعل بعد ما أحدثته فى الأرض وبالبشر من حالة الخوف والفزع والاضطراب التي تجتاح أكثر بلاد العالم في هذه الأيام؛ بسبب انتشارك كوباء قاتل (فعطلت التبادل التجاري بين الدول – واوقفت وعطلت كثير من خطوط الطيران – وإلغيت كثير من الفاعليات والتجمعات – وأوقفت تأشيرات العمرة إلى مكة – وأجبرت منظمة الصحة العالمية أن تقول: على العالم أن يتأهب لمواجهة وباء عالمي وماذا عن القتل والهلع وتحديد إقامة وحجر اختيارى أحيانا وحجر إجبارى فى احيان أخرى !؟
* رد الفيروس قائلا :
أنت تحب سماع القرآن فلتستمع بداية إلى قوله تعالى :
﴿ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [253] .
إذا هنا الحكمة وهناك الموعظة ايها الانسان يا صاحب العقل يا من خصك الله تعالى بخلافته فى الأرض ألم تدرك أن كل شىء يجرى فى الأرض بقدر الله وبحكمة أرادها الله هذا بداية
والان ماذا يدور بعقلك وعما تريد ان تسأل ثانية أيها الانسان – قلت له :
– ضيفنا الثقيل لقد أعييتنا وأتعبتنا حجة وبرهانا – لكن استحلفك بمن أرسلك
ماذا أنت فاعل بنا ؟وماذا ننتظر من هجمتك علينا ؟
* رد االفيروس بتحدى وإباء قائلا :
سأعيد سؤالك عليك لتكن الاجابة منكم جميعكم أيها البشر يا من افزعتكم وأرقت مضاجعكم
تابع الفيروس كلامه قائلا : هل تحب أن نبدأ حديثنا عما تنتظره البشرية من هجمتى ؟ بالحديث على المستوى الأقيمى أم العالمى
* ليكن الحديث عنخما سويا وستكون اسئلتى لكم أنت ايها المتضررون من البشر ترى بعد هجمتى وعجزكم وما أصابكم وما الذى أنتويتم فعله لمواجهتى ومقاومتى
– ترى هل ستتوقف الهيمنة الامريكية على مقدرات العالم ؟
– هل سترحل أمريكا عن أرضكم العربية بعدما خلفته من دمار وخراب بول عدة ؟
– ترى هل تترك القوى الكبرى للعرب التصرف فى مقدراتهم وثرواتهم دون أن تستنزفها ؟
– هل تتوقف قوى الغرب عن دعواها لانشاء شرق أوسط جديد وتوقف خدعة القرن أوصفقة القرن كما يحبون أن يسمونها ؟
– أمن الممكن أن يتم نزع فتيل سباق التسلح لتسخر امواله لرقى ونهضة البشرية ؟
– هل تترك روسيا الساحة السورية وتتوقف عن تهجير وتشريد السوريين ؟
– أيمكن تحقيق سلام حقيقى لتنعم به البشرية ؟
– هل توقفت البشرية التى تحدّت إرادة خالقها بالتعدّي على قوانين كونيّة تنظم حياة الناس في طابعها الفطري البسيط.؟
– أفى الإمكان أن ينتهى الارهاب وتتوقف القوى الداعمة له؟
– متى تتحد الدول العربية تحت مظلة حقيقية تجمعها ، ومتى يستفيق العرب من غفلتهم ؟
– بلاد الحرمين الشريفين هلا راجعت بعض ممن قراراتها الاخيرة وتوجهاتها فهى أرض الله المقدسة ؟
– أمن الممكن أن تتوقف النزاعات المذهبية والطائفية ؟
– هل حان الوقت ليرحم القوى الضعيف والغنى الفقير والقادر العاجز ، هل حان الوقت ليتوقف المستبدون عن دكتاتوريتهم وسارقو أقوات الشعوب عن سرقتهم وتجار الرقيق عن تجارتهم ؟
– أجاء الوقت لتكرموا العلماء ورجال العلم وتنفقوا الأموال فى مجالات البحث العلمى بدلا عن إنفاقها على لاعبى كرة القدم والمغنيين ومن يمثلون عليكم ولا يمثلون لكم ؟
– هل يمكن أن يرى الناس تعليم حقيقى يسمو بالاخلاق والمشاعر الانسانية ويربى الابناء على القيم النبيلة مع الحغظ على هيبة المعلم ومكانته وإعطائه قدره الذى يستحق ؟
– أمن المنتظرأن يتخلى الباحثون عن المناصب وعشاق الكراسى عن أحلامهم وتطلعاتهم ويتركوها لمن يستحقها ويصلح لها ؟
تابع الفيروس حديثه بألم حد الاشفقاق على حالنا قائلا :
لو أجبتم عن كل تلك الاسئلة لأمكن هزيمتى ولقضيتم على قوتى ولعاد لكوكبكم امنه وعافيته
وانهى حديثى بمقوله أجبرتنى رحمة الله بكم على أن أصرح بها منذرا ومحذرا ناصحا وموجها أخيرا – لكم عندى نصيحتان لمواجهتى : أما أولاهما /
فدينكم الإسلامى قد وضع أساس الحجر الصحي في مكافحتى وغيرى من الوبئة وبما يتوافق مع حقائق الطب: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ -يعني: الطاعون- بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه) (متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ) (متفق عليه)،
أما ثانيهما أقولها لكم بصدق /
” لو عدتم إلى الله لعاد لكم أمنكم وطمانينتكم ، ولو توكلتم عليه حق توكل لآبدل همكم فرجا وشقاءكم سعادة ” فلتعد للانسانية إنسانيتها وللبشرية بشريتها تأمنوا وتسعدوا