هذي الفوائدُ مِنِّي ، جئتُ منتظماً //
عن النَّصَائِح والإرشادِ كالدُّرَرِ
لا تَحقِرَنَّ رِجَالًا عند رؤيتهم //
في فقْرِهِمْ أم دَنِيئِ الشّأنِ كالقَذَرِ
بَجِّلْ أَكَابِرَهُمْ يا صاح وَاحْتَرِمَنْ //
صِغارَهُمْ مهما أشْرَفْتَ مِنْ بَشَرِ
فليس يُعرَفُ شَخْصٌ بالملابس بَلْ //
ما في الصُّدور مِنَ العرفان والعِبَر
وأنّما حِكمَةٌ مَكنُونَةٌ أبَداً //
عَنِ العُيونِ ولكن كان في الفِكَرِ
يؤتي كبيرًا فإنّ الله ذو كَرَمٍ //
إن شاء يؤتي صغيراً من أُلِي النَّظَرِ
يؤتي كذلك مَجْنُوناً بِلا سَبَبٍ //
طورًا ، لِنَعْلَمَ أنّ اللهَ ذو القَدَرِ
فقلتُ : لا تقهَرَنَّ النّاسَ أيَّهُمُ //
ولو تراهُ ضَعِيفاً ؛ كن على حَذَرِ
لا تَظلِمَنَّ نِساءً في الدّنا أبدا //
فبعضهنّ ذِئابٌ ، سَلْ أُلِي البَصَرِ
واخْتَر سَواءَ السّبيل في مُعَامَلَةِ الْ //
إنسانِ حُسْنَى ، وعند العَيْبِ إِسْتَتِرِ
وَلْتَدْخُلَنْ كامِلًا في السِّلْمِ صادِقةً //
وَأْتِ الحُقُوقَ بدون البَطْئِ وَاصْطَبِرِ
وَأَقْتَدِ الْمُصطفى المختارَ سيّدَنا //
ترقِي به دائما في الدّين والأَثَر
وإن تُرِيدُ جَوابًا ؛ كن على مَهَلٍ //
كَيْ لا تكن مُخْطِئاً في الكلِم والعِبَر
فَإِنّما العاقلُ المِلْسانُ آنئِذٍ //
يُحَقِّقُ البَحْثَ قبل النُّطقِ والخَبَرِ
وبِالتّفكّر قبل النّطق يُحمَدُهُ //
بالعكس يُنْكَرُهُ في البدو والحضر
ولو حفظتَ أَقَاوِيلِي تفوز بها //
تفيد من مائها المشروب كالمطر
وإن عَمِلْتَ بها قد فزتَ بالدُّرَرِ //
بين الخلائق تَرْقِي – صاح – فاعْتَبِرِ
وإن سُئِلتَ: ومن قالَ النَّصائِحَ قل //
: هو الجزولي الّذي في الشّعر ذو النَّظَرِ
إِلَيَّ يَذهبُ ظَمْآنُ الفوائد مِن //
بدوٍ وحاضرةٍ ، في الكون كالقمر
متى تراني ترى الإبداعَ مُبْتَكَراً //
شِعْرًا وَنَثْرًا بدون الكدِّ والضَّرَرِ