لاشك أن فريق عمل ” الطريق الثالث ” والاعلامى هانى الديبانى استطاعا الاستفادة بحنكة ووعى من تجارب الاخرين ومعالجة سلبياتهم فى التناول
يتضح ذلك من اختياراتهم الموفقة للقضايا الحيوية التى تهم المشاهد والمواطن وتشغل مساحة واسعة من النقاشات و الجدل لذا نجد تنوع مثمر فى عرض تلك الموضوعات والقضايا ما بين قضايا التعليم مرورا بالصحة ومشاكل الاحياء إلى جانب تناول الحديث عن بعض الشخصيات العامة وإلقاء الضوء على جوانبها الايجابية ونقد السلبيية منها
والمتابع لبرنامج الطريق الثالث يلحظ بداية قدرة فريق الاعداد على اختيار موضوعات مهمة وحياتية تهم قطاع عريض من المواطنين وإن كانت الحلقات تحتاج احيانا للمراسلين لتقديم تقارير مصاحبة لعرض الموضوعات
أما عن التقديم فالديبانى استطاع التمرد على القالب التمثيلى والذى وضع مقدموا برامج التوك شو انفسهم فيه ، كذلك قدرته على الاستماع الجيد والواعى للضيف وجذبه لمناطق يحاول البعض تجنب الحديث فيها
ومع ازدحمت الفضائيات ببرامج ” التوك شو” والتى غلب علي أكثرها “البروباجندا الاعلامية ” بمفهومها المتعارف عليه من أنها : (عرض المعلومات بهدف التأثير على المتلقى المستهدف(. والذى كان نتيجته أن هجرها جمهورالمشاهدين حيث تحول أغلبها إلى ما يمكن أن نطلق عليه ” الضجيج أو الصخب الاعلامى ” الممل
ولعل ما يميز الديبانى ما يتمتغ به من ذكاء الاعلامى وخبرة الباحث السياسى مما أهله بحكمة المتمرس الواعى أن يعرض الموضوع بأسلوب السهل الممتنع
أما عن جانب التناول للقضايا فنراه غالبا ما يهذف للايجاد الحلول من خلال عرض الموضوعات
لقد استطاع برنامج ” الطريق الثالث ” من خلال فريق عمله أن يكون مرآة صادقة تعكس قضايا المجتمع وما يهم المواطنين بعيدا عن تلك البرامج الموجهة والتى لا تحترم عقلية المشاهد ولا تسعى إلا إلى الترويج لفكرة بعينها أو تصدير وجهة نظر معينة دونما مراعاة أو احترام لعقلية وثقافة المشاهدين