لقد ولي عام هجري وحمل معه أحداثا بعضها نجاح جميل وبعضها يمكن أن نطلق عليه كارثة , وأتمني أن يكون العام الجديد أفضل علي كل العالم الإسلامي .
والحدث الأول لم أكن أتمني أن أراه خلال هذا العام الذي أنقضي , والذي ربنا يعلم كم أدمي قلبي وكم آذاني لم أكن أتمني أن يأتي يوم عليَ وأنا أري فيه إنقسام المسلمين , وأن يترك بعضهم ركن من أركان الإسلام الخمس طواعية وليس مكرها .
لم أكن أتمني أن أشاهد من يتولي عن المسجد الحرام ,ويختار قبله أخري وقد قال الله لرسوله فلنولينك قبلة ترضاها .
لم أكن أتمني أن يترك البعض الركن الخامس والذي قال الله فيه وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق – صدق الله العظيم
والذي قال فيه الله كذلك ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل , ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) .
وقد شرع الله الحج ليجتمع كل المسلمين من كل بقاع الأرض , ليكونوا علي قلب رجل واحد في مكان واحد – وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم – الحج عرفه .
فالحج هو ركن الإسلام الخامس والذي فرضه الله علي كل قادر مقتدر.
أنا طبعا ليس من حقي وليس من حق أي شخص أن يحاسب آخرين , لأن لك شخص قناعاته , ولكل شخص معتقداته , والذي يحاسب ويعاقب هو الله وحده .
فهو وحده خالق الخلق , قابض الأرواح , مقسم الأرزاق , مهيي الأسباب , ومن أراد له الهداية هداه .
أما الحدث الآخر وهو الذي أسعدني وهو نجاح الأزهر في الخروج من مصر والوطن العربي والذهاب للبلدان التي لا تعرف العربية والقيام بشرح أبسط قواعد الإسلام وأهمها لهم وهو السلام .
فكون شيخ الأزهر يذهب إلي تلك الأماكن سيجعل رعايا تلك الدول تهتم في المقام الأول بما تبثه نشرات الأخبار في بلادهم وما تحيويه من أحداث , وستعرف أن هناك من يتحدث بأسم الإسلام , حديثا معتدلا.
سوف يعلمون أن هذا الدين دين سلام وليس دين عنف , ومن طبع الغرب والأجانب عموما إستعمال العقل والبحث , وذلك يفيد الإسلام لأنه دين العقل والفطرة السليمة .
أو علي الأقل يمحو ما يلتصق بالإسلام من سموم , ويزيل ما يضاف عليه من تلوث وغبار وتغيير للحقائق , وفي ذلك خير وأسعدني جدا تلك الزيارات . فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم – بلغوا عني ولو آية.
كما أن من أولويات تلك الزيارات الوصول إلي حلول سلميه في الدول التي يقاتل بعضها بعضا , والوصول إلي حل يمنع نزيف الدم في كل الدول وخاصة الدول العربية والإسلامية , والتي إما أن تحارب بعضها البعض أو تحارب جيرانها , أو يحاربها الآخرون .
وأسأل الله أن يكون هذا العام المنصرم نهاية لكل ما حدث من مآسي , وأن يكون نهاية لكل الصراعات علي كافة المستويات .
وكل عام وأنتم جميعا بخير في مصر والوطن العربي والعالم الإسلامي والعالم كافة .
بقلم / كواعب أحمد البراهمي