امس تقريبا الساعة الواحدة والنصف ظهر ( السبت 1/10/2016 ) – وأثناء تواجدي بمكتبي فتحت الراديو وكان بالبرنامج العام ضيف لم أعرف أسمه , ولكن الحديث بصراحة كان أسوأ من السؤ .
لقد كان محمور الحديث عن الحزن العارم الذي أصاب العرب خاصة علي موت شيمون بيريز – لقد تعجبت كثيرا علي الدموع التي زرفها محمود عباس والمشاعر الجياشة التي طوق بها أبنته .
والغريب أن هذا الضيف ظل يدافع علي أن هذا الحزن من الإنسانية , وأنه هو شخصيا حزن علي موت شيمون بيريز . وكأن شيمون بيريز هو راعي السلام في العالم .
و حاولت الإتصال مرارا ولكن كان الخط مشغول .
أي حزن يا هذا الذي تحزنه علي من قتلوا أخوانك العرب ؟ أي حزن علي من شردوا الناس من ديارهم ؟ هل نسيت محمد الدرة والرعب الذي عاشه المسكين ؟
هل نسيت مليون محمد الدرة ؟ هل نسيت الإعتداء علي السويس والإسماعيلية وبور سعيد وتشريد أهلها ؟ هل نسيت الجنود المصريين الذين إستشهدوا في حروب الإستنزاف وفي حرب أكتوبر .
ما آذاني حقا كيف أنسي من أحتل أرض وشرد أهل ؟ صحيح للدول سياساتها , وأن التطبيع من مستلزمات معاهده السلام .
ولكني أتكلم عن المشاعر فكيف قلبي ينسي ويسامح من لطخ بيده دمنا . ولم يكف ولم يتوقف وكيف أحزن ثم أدافع عن صدق هذا الحزن وأحقيته فيه .
صحيح الرسول صلي الله عليه وسلم وقف عند مرور جنازة اليهودي , وقال أليست نفس ؟ ولكن ذلك كان إحتراما لحرمة الموت وتقديسا للخالق , ولكن ليس حزنا علي اليهود الذين كانوا وما زالوا يخونون العهد .
إن التسامح الذي تتحدثون عنه وتعلموه لأولادكم سيضرهم لأن العدو لا ينسي , العدو لديه مخطط من النيل للفرات .
العدو حاربنا بالمبيدات والحبوب المسرطنة .
أحزنني حقا كلام هذا الضيف وتجاوب المذيعه معه . وكأنهم لا يعرفون أن كل حروب العصر بتدبير ممن يريدون إحتلال الأرض .
أخشي بعد تلك المشاعر المستفيضة أن نحذف من مناهجنا حروبنا ضد العدو الصهيوني حفاظا علي روح الود والوئام , والتي غير موجوده إطلاقا لديهم هم .
وختاما ياليت أصحاب القلوب الرقيقة جدا هذه , يبكون علي سوريا وليبيا والعراق واليمن وفلسطين , علي الأقل هؤلاء لم يحتلوا وطن أحد .
بقلم / كواعب أحمد البراهمي