بهذه العبارة أبدأ مقالى اليوم وأنا أتحدث عن سويعات استثنائية عشتها فى رحاب
” ملتقى السرد العربى ” بدعوة كريمة من الشاعروالأديب الكبير محمد الشحات محمد لحضور فاعليات اللقاء الثقافى والذى حمل عنوان /
” نبذ العنف والفكر المتطرف “
شهد اللقاء فقرات متعددة إلى أن حانت اللحظة التى أعتبرها ذروة سنام الفاعلية وواسطة عقدها تلكم كانت محاضرة أ / د حسام عقل
” وهو للقليل ممن لايعرفونه أستاذ النقد الأدبى بكلية التربية – جامعة عين شمس عضو هيئة التدريس بجامعة عين شمس كلية التربية رئيس ملتقى السرد العربى رئيس فرع القاهرة للمبدعين العرب “
وبالفعل هالنى حد الانبهار كم توالى الأفكار وتنامى عناصر المحاضرة التى جعلتنى أجلس مشدوها بحديث العالم الفياحتى أنه لم يدع للمستمع فرصة لأن يشرد بفكره عن حديثه أوأن تداعب مخيلته فكرة جامحة خارج موضوع المحاضرة
فقلد تحدث الرجل عن الفنون المختلفة ومدى تاثيرها وتأثرها حتى أنه أطلق عليها
” قوة مصر الناعمة “
وتطرق للحديث حول ضمانات استمرار فاعلية تلك القوة فقال :
” يجب أن تعود الفنون للناس لا أن يعود إليها الناس فعلى الموسيقى والسينما أن تبحث عن الناس ، لا أن يبحث الناس عنها “
واستدل على ذلك بشواهد عدة كان على رأسها
موقف رائد الفكر العربى ” جمال الدين الأفغانى ” الذى استطاع يغيير المجتمع من خلال المقهى ” فالرجل بحث عن الناس ولم ينتظرأن تبحث عنه
ويالروعة ما خصنا به من روايته عن حادثة
” اسدال الستائر على التماثيل بمدينة الأسكندرية ” عقب الثورة
حينما تقلد مرتبة الفارس المغامر ليقرر النزول إلى معترك الحواروالمناظرة ليس مع شباب المدينة إنما مع مركز الفكرلديهم مع شيخهم ليناظرة ويبادله الرأى بالحجة والدليل الدامغ وساق له من الأدلة مستشهدا بفتح عمر بن العاص لمصر ومروره بطريق الكباش ومشاهدته لتمثال أبو الهول وغيره
– فماذا كانت ردة فعله وصحابه الرسول بالجيش الاسلامى ؟
كان موقفهم تركها على هيئتها !
وكان نتاج تلك المناظرة مع شيخ الأسكندرية حينئذ أن انتهى الموقف بعدها بدقائق معدودات بأن صدرت للشباب التوجيهات برفع كل تلك الستائر عن التمائيل
وانتقل بحديثه لدروب أخرى من الفنون فتحدث عن فن الغناء فلم ينكرهذا الفن مستدلا بأكثر من رواية من بينها رواية السيدة عائشة مع الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم –
كذلك مقولة الإمام الحسن البصرى إلى غيرذلك من شواهد وأدلة
واردف فى حديثه بتلكم العبارات : ” خرج الغناء من عباءة الشيوخ ” وقال :
” لقد ولدت الحضارة العربية على نقرة عود “
وكان لفن التمثيل والسينما جانبا من محاضرته فقال :
” بأن مصر رائدة فن الدراما التى أثرت فى الشعوب العربية جميعها فهى من أقدم الدرامات التى عرفتها البشرية حيث عرفت فى مصر منذ عام 1960 وكانت قمة نجاح الأعمال الدرامية فى مصر من خلال أعمال الكاتب والروائى أسامة أنورعكاشة “
وقال أنه لاسبيل لعودة فن التمثيل لمكانته إلا إذا ” فرت وانفكت السينما عن قبضة السبكى و الدراما من قبضة العدل “
وانتهى ختام محاضرته قوله :
لن يستعيد المصريون مجدهم إلا بفنهم وأعنى بفنهم الفن الراقى السامى الذى يخاطب وجدان الإنسان لا الذى يخاطب شهواته ونزواته
تلكم كانت جوهرة التاج فى تلك الأمسية الثقافية الرائعة التى قضيتها فى رحاب
” ملتقى السرد العربى ” بالتعاون مع دار النسر الأدبية والإدارة العامة للجمعيات الثقافية
فالشكر للعالم الناقد الدكتور حسام عقل نهر العطاء الأدبى المتدفق
والشكر كل الشكر لأديبنا وشاعرنا الكبيرمحمد الشحات محمد على تلك الأمسية الثقافية فائقة الروعة والتى حق فيها قول سيدة الغناء بان تكون