بقلم .نشوى الشافعى
حينما جلس العالم الفيزيائي السير اسحاق نيوتن تحت شجرة التفاح، في مزرعة والدته في لينكولنشير – انجلترا… سقطت عليه تفاحة مما جعله يفكر لماذا سقطت التفاحة للأسفل و لم تسقط للأعلى؟
والواقع أن رؤيته للتفاحة تسقط على الأرض كان بمثابة بداية اطلاق العنان لتحليلاته العلمية، و إثارة أسئلة مخيلته الفيزيائية…
و قام بتسمية القوة المسببة لهذه الحركة بقوة الجاذبية، وأدرك ان هذه القوة بعيدة المدى وتصل إلى القمر، مما أوصله بعد التفكير والتحليل لوضع المعادلات الرياضية وحلها ليصل الى شكل الحركة تحت تأثير قوة الجاذبية والذي ينطبق على كل الأجرام السماوية بما فيها حركة التفاحة!
و على غرار تساؤلات نيوتن التي قادته الى قانون الحركة و الجذب العام، اتسائل:
ماذا لو لم يكن نيوتن عالما فيزيائيا؟
ماذا لو لم يكن في انجلترا حيث يكثر التفاح، وكان في الشرق الأوسط حيث تكثر كروم العنب؟
ماذا لو كانت والدة نيوتن تمتلك مزرعة تحوي كروم عنب؟
ماذا لو جلس نيوتن تحت كرمة العنب… و تطايرت أوراق ورق العنب حوله؟
ماذا لو لم يكن نيوتن هو الذي جلس تحت شجرة التفاح؟
هل كنا سندرس منهج الفيزياء و قانون الحركة و الجذب؟
هل كانت نظريات ابن الهيثم و الفارابي كافية لتثير حفيظة أحفادهم العرب لاختراع أي من التكنولوجيا حولنا؟
هل كانت شركة آبل ستتبنى رمز التفاحة لأجهزتها؟
يبدو أن من جلس تحت كرمة العنب… كان عبقريا جائعا… قرر ان يلتقط ورقة العنب و يسقطها في ماء مغلي مملح، ثم يقوم بخلطة الأرز و اللحم المفروم و الخضروات… و فكر و تدبر… ثم فكر وتدبر و تأمل في ورقة العنب ليقوم بحشوها، و لفها بطريقة محكمة، ورصها في طنجرة المحشي، و تبطينها بحلقات البصل والبطاطس حتى لا يحترق المحشي!
كم أنت فنان يا نيوتن العرب في قوانين المطبخ، و كم أنت عبقري في تحويل التفاح الى تبغ (معسل التفاحتين) ..!
أين أنت من قوانين الجذب و الطاقة و التطبيقات و أحداث اليوم؟
هل مازلت حبيس حضارة الأمس، و نعيم الأندلس و حصون غرناطة؟
اجلس أمام كومة أوراق العنب في المطبخ و اقوم بحشوها…
ورقة… ورقة…
صفاً … صفاً..
و أراقب بهدوء كيف تصطف أوراق محشي ورق العنب بانتظام في حلة المحشي… و أستذكر دروس الإزاحة و قواين المساحة في الرياضيات!!!
و اتسائل….
هل يؤثر نوع الطاقة المستخدمة (موقد كهربائي أو موقد بالغاز) في كيفية تفكيك جزيئات الطبخة؟
هل ستتداخل مكونات الطنجرة (تيفال، ألمونيوم أو نحاس) في التفاعل الفيزيائي الحراري الذي يتم داخل الطنجرة بين وريقات العنب المكتومة؟
ماهو حجم الطاقة الناتجة عند رفع غطاء الطنجرة؟
ماهو حجم الطاقة المهدرة؟
هل يمكن توليد الطاقة من تفاعل أوراق العنب مع أنواع أخرى من المحشي؟
ماذا لو تغير الإتجاه الحراري للطاقة؟ بدلاً من أسفل الطنجرة إلى أعلى الطنجرة؟!!
هل يمكن حساب الجاذبية الناتجة من تكتل أوراق العنب قبل و بعد التأثير الحراري؟
في انتظار نظرية تنطلق من تساؤلاتي… و قانون مستوحى من أوراق العنب