ربما هي الحياة التي تأتي مقلوبة على رأسها ، فتأخذ كل شيء دون أن تمنحنا أي شيء ، إنه الخريف الذي يحضر مراسم الحب الأول فيجعله أكثر اصفرارا وشحوبا ، يتركنا كي نموت ببطء ، نحن من داسنا التاريخ ، وصهرتنا الأيام عنوة ، ودارت عجلات القطار إلى الوراء ، كلما اقتربنا خطوة ، ابتعدنا خطى كبيرة المدى …
هي الحياة التي أمعنت في إذلال القلوب ، فجعلت منها مرتعا لجعجعة الطحان والطحين ، أسقطت الأحلام في بركة ماء لا تعرف الرحمة ، فأصبحنا أمواتا على قيد الحياة ، أو ربما على نحر التنفس …
دعينا ننشد أغانينا ، أمانينا ، لعلها تمطر السماء ذات ليل طويل ، فتسقي عطش قلوبنا ، وتروي مواسم الزرع التي كادت أن تنسى لغة الماء …
________
٢٣ رمضان / ١٤٤٠