بقلم الدكتور/علي عبدالظاهر الضيف
موعدنا مع مزبلة التاريح وصاحب المكانة الكبرى في تلك المزبلة :
إنه الشيطان الذي أحدث الفتنة الكبرى التي راح ضحيتها 80 ألفا من المسلمين فدخل المزبلة من أوسخ أبوابها ..
هذا الشيطان هو ذلك اليهودي الذي دخل الإسلام نفاقاً ليكيد بالإسلام وأهله ويشعل الحروب والفتن والاضطرابات والاحتجاجات ضد الخليفة عثمان بن عفان في الخفاء.
ادعى المغالاة في حب علي بن أبي طالب وهوالذي ادعى ألوهيته ! وهو مؤسس فكرة التشيع والدعوة إلى المذهب الشيعي .
ويعتبر البعض ابن سبأ أول من نادى بولاية علي بن أبي طالب وبأن لكل نبي وصياً وأن وصي الأمة هو علي بن أبي طالب، وهو أول من أظهر الطعن والشتم في الصحابة وخصوصاً أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعائشة بنت أبي بكر زوجة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم !
قام بإشعال الثورة على عثمان بن عفان وتسبب في وقوع معركة الجمل بعد ذلك. وينسب له أنه أول من أضفى علي سيدنا علي بن أبي طالب صفات غير بشرية، ما اضطر علياً إلى التبرؤ منه بحسب ما أورده ابن حبان في كتاب طبقات المحدثين بأصبهان.
قبل ظهور ابن السوداء لم يكن المسلمون سوى أهل السنة الذين يسيرون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه أدرك أن قوة هذه الأمة في وحدتها ووحدة كلمتها فتفتق ذهن ذلك الشيطان عن طرق عدة تضرب جذور الوحدة بين المسلمين ..
انطلق ابن السوداء إلى المدينة المنورة؛ ليدرس أحوال المدينة في صمت وخبث ودهاء، وليتسمع أخبار الأمصار والأقاليم، وليرسم خطته بإحكام وإتقان، ولما انتهى من رسم الخطة انطلق في الأمصار وفي البلاد؛ لينفث سمومه الكبيرة! ووجدت هذه السموم بعض الآذان الصاغية من الموتورين والمنافقين ! وهؤلاء لا يخلو منهم زمان ولا مكان، حتى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فشل في البداية أكثر من مرة ولكنه كان ذا إرادة حديدية في شق صف المسلمين فدعا المسلمين إلى التشيع لسيدنا علي وتأليهه فوق مستوى البشر وانضم إليه في البداية بعض من ضعاف النفوس ولما اشتدت شوكته ضم إليه العديد من أتباعه مستغلا مهارته الفائقة في إشعال الفتن بين المسلمين وكانت الفتن الإسلامية الأولى..
أخذ ذلك الشيطان يتنقل بين البلدان الإسلامية مدعياً أن عليا بأحق بالخلافة من عثمان بن عفان، وبالفعل أثار الشبهات، وجمع من حوله الأنصار وزحفوا من البصرة والكوفة ومصر إلى المدينة المنورة، ولكن علي بن أبي طالب تصدى لهم وأوضح أن أي اعتداء على الخليفة إنما هو إضعاف للإسلام وتفريق للمسلمين، فأقنع المتمردين وقفلوا راجعين.
حينها أدرك ابن سبأ أنه على وشك الرجوع خائباً وأن الفرصة أوشكت أن تضيع، فأخذ يتنقل في بلاد المسلمين. بدأ بالحجاز ثم البصرة سنة 33 هـ، ثم الكوفة، ثم أتى الشام ثم مصر سنة 34 هـ واستقر بها، ووضع عقيدتي الوصية والرجعة، وكوّن له في مصر أنصاراً. استمر في مراسلة أتباعه في الكوفة والبصرة. وفي النهاية نجح في تجميع جميع الساخطين على عثمان فتجمعوا في المدينة وأحاطوا ببيت عثمان وحاصروه، ثم تسلق بعضهم الدار، وقتلوا عثمان وهو يقرأ القرآن سنة 35 هـ، وبمقتل الخليفة عثمان بن عفان كان ابن سبأ قد فتح باباً لفتن أخرى طال أمدها بين المسلمين. ومن المتوقع أن تكون هذه الفتنة هي التي عناها النبي حين بشر عثمان بالجنة على بلوى تصيبه !
لعب عبد الله بن سبأ بعد ذلك دوراً هاماً في بدء معركة الجمل، وإفشال المفاوضات بين علي بن أبي طالب وبين طلحة والزبير.ويقال والله أعلم إن سيدنا علي قام بإحراق بعض أتباعه، ثم قام بنفي ابن سبأ إلى المدائن. وبعد استشهاد علي، رفض ابن سبأ الاعتراف بذلك، وادعى غيبته بعد وفاته. ويسمى أتباع ابن سبأ بالسبئية.
اختلف أصحاب السير والتاريخ في هوية عبد الله بن سبأ، بسبب السرية التي كان يحيط بها دعوته. وذهب عامة المؤرخين إلى أن ابن سبأ من صنعاء في اليمن، لكن الخلاف إن كان من حِميَر أم من همدان؟ ولأنه من أم حبشية فكثيراً ما يطلق عليه “ابن السوداء”. والذي اتفق عليه الذين قالوا بوجوده صنعاء باليمن أنه أسلم لتدبير المكائد للمسلمين، و بث الفتنة، و عوامل الفرقة و الاختلاف فيما بينهم.
أ- جاء في تاريخ الطبري:(كان عبد الله بن سبأ يهوديا من صنعاء).
ب-قال ابن عساكر:(عبد الله بن سبأ الذي تنسب إليه السبئية، وهو من الغلاة الرافضة، أصله من اليمن).
ج-قال الناشئ الأكبر:(و كان عبد الله بن سبأ من أهل صنعاء، اسلم على يد علي، و سكن المدائن).
د- قال سعد بن عبد الله القمي الأشعري:(و حكى جماعة من أهل العلم بان عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ، ووالى عليا .
من خلال الأصول اليهودية لعبد الله بن سبأ اتضح أن تشتت المسلمين كان نتيجة مؤامرة يهودية، ومازالت مؤامرات اليهود ضد المسلمين مستمرة ومحاولاتهم لا تتوقف لمنع وحدة المسلمين بإثارة المشكلات ببن الدول العربية والإسلامية وبث روح الفرقة بين خير أمة أخرجت للناس فهل يأتي الوقت الذي يعي فيه المسلمون ما يدبر لهم أم أن مستوى الوعي قد توقف منذ زمن طويل ؟ !