كتب / ياسر عامر
في سادس حلقات القصر الملكي من برنامج الملكة تألقت المشاركة الفلسطينية “هديل الفرا” بقوة شخصيتها وعزمها وهي تقدم مبادرتها للمجتمع “فقدت وطني ولم أفقد هويتي” والتي تهدف إلى مساعدة العرب المغتربين للمحافظة على هويتهم وتواصلهم بشكل دائم مع ثقافاتهم وأصولهم.
والجدير بالذكر أن هديل حاصلة على درجة الليسانس في الأدب الانجليزي والترجمة من وطنها الأم فلسطين، وتابعت دراستها في فرنسا لتحصل على شهادة الماجستير في المفاوضات الدولية وتبدأ استعداداتها لنيل درجة الدكتوراة في حقوق الانسان لقضايا شؤون اللاجئين.
وقد تجاوزت هديل الفرا مراحل التحدي الثلاثة التي واجهتها خلال الحلقة ونجحت بجدارة في المواجهة الأولى أمام سفيرة المرأة العربية رحاب زين الدين حيث كان من الأسئلة التي طرحت عليها: “الأطفال العرب يولدون في الخارج فيجدون لغة غير العربية وعادات وتقاليد مختلفة عن تراث أسرهم العربية، كيف تهتم مبادرتك بتنمية روح المحبة بداخلهم؟”
وكانت إجابة هديل: “الأهالي يركزون على أن يتحدثوا مع أولادهم باللغة العربية لكن للأسف الكثير منهم يفشلوا لأن الطفل خارج البيت يتعامل بلغة ثانية فعند عودته للبيت ينسى لغته العربية، فأنا أشجع العائلات المتمسكة بتعليم أولادهم للغة العربية حتى تظل مستمرة ولذلك أنا أعطي دروس باللغة العربية مع أنني لم أدرس اللغة العربية دراسة، هذا الشئ يسعدني جداً ودائماً أقول لصديقاتي وكل شخص أعرفه تكلموا مع أولادكم باللغة العربية على الأقل بالبيت، و هذا أطبقه مع أولادي لما يتكلموا معي باللغة الفرنسية أرد عليهم بالغة العربية” ثم قدمت رسالتها المجتمعية بطريقة مقنعة، وثقة عالية بالنفس حيث جذبت لجنة التحكيم لقناعتها بموضوع مبادرتها قائلة: “لماذا فقدت وطني ولم أفقد هويتي،، ضياع فلسطين هو الخنجر المسموم في قلب الوطن العربي، إغتصبوا الأرض حرفوا التاريخ وفي كل يوم يحاولوا أن يطمسوا الهوية،، إبتعادي عن الوطن أبداً لم يجعلني أنسى إنتمائي، إبتعادي عن الوطن علمني أنه ربما يكون هناك صور أخرى لفقدان الوطن فالإغتراب هو صورة أخرى لفقدان الوطن مثل الإحتلال تماماً ولكن بطريقة أخرى لذلك أشعر بكل إنسان بعيد عن وطنه، أشعر بكل لاجيء بكل إنسان أجبرته الظروف على ترك وطنه سواء كان بإرادته أو غصب عنه” أنا كمواطنة عربية ألا يحق لي أن أحتفظ بكياني العربي وأتمسك بجذوري، أن أعلم أبنائي أصولهم وتاريخهم وثقفاتهم ولغتهم العربية، بالتأكيد يحق لي وأستطيع أن أكون جديرة بذلك مثل ما يقول شاعرنا الفلسطيني محمود درويش “أنا من هناك ولو لم أكن من هناك لا دربت قلبي على أن يربي غزال الكنانة،، أحمل بلادك أينما ذهبت وكن نرجسياً إذا لزم الأمر”،، إحتفضوا بهويتكم العربية وناضلوا من أجلها.
والجدير بالذكر أن برنامج الملكة هو أول فورمات لبرنامج مسابقات تلفزيوني عربي يبحث عن إمرأة عربية لتحمل لقب ملكة المسؤولية الاجتماعية من خلال تميزها وإبداعها في صناعة مبادرات إنسانية لخدمة المجتمع المدني، وجاء بفكرته الدكتور مصطفى سلامة الأمين العام لإتحاد المنتجين العرب وسفيرة المرأة العربية رحاب زين الدين أما إنتاج البرنامج فهو بالتعاون بين حملة المرأة العربية والهيئة العربية للبث المشترك. ويتم عرضه الآن على أكثر من 30 قناة عربية منها قناة فلسطين و16 إذاعة أف ام على إمتداد الوطن العربي ومنها إذاعة أجيال