ولما كان عنترة الشجاع جالساً فى ورشة والده على أريكته ، وأمامه كوب شايه وفطيرته ، إذا بصوت رجل يستغيث :
الرجل : أدركنى يا عنتر .. أدركنى يا عنتر ..
عنتر : ماذا بك يا رجل ؟ مالك تدخل ورشتنا دون أن تطرق الباب .. أتحسب أنها وكالة دون بواب ؟
الرجل : سامحنى يا عنتر ولكنى جئتك لاجئاً .. ادركنى يا عنتر
عنتر : ماذا حدث يا رجل تكلم
الرجل : اللصوص هجموا علي بيتي وضربوا عيالي وسرقوا كل ممتلكاتي وأموالى
فنظر عنترة إلى الرجل فى تعالي ولسان حاله يقول ” طب وأنا مالى ” .
وقال عنتر : هذا خطأك أنت أيها العنيد .. قلت لك أصنع باباً من حديد .. وأنت الذي تمسكت ببابك الخشب ، حتى جاء اللصوص وسرقوا كل ما عندك من مال وذهب
الرجل: ها أنا قد أدركت خطأي يا عنترة ، فبالله عليك كفا تهزيئاً ومسخرة
عنتر : وماذا تريد منى الآن؟ أتريدنى أن أترك الشاي والفصوص وأبحث لك عن اللصوص ؟ اذهب يا رجل واعمل محضر بقسم الشرطة ، وقل لهم أنك مهم ولك واسطة حتى يهتموا بأمرك ويبحثوا عن السارق ، ويقلبوا البلاد بدوريات تجوب المغارب والمشارق. ولو علموا أنك مواطن غلبان ، فمحضرك فى الدرج ولا فى الحسبان. اذهب يا رجل.
الرجل : ويحك يا عنترة فقد أتيتك كى تصنع لى باباً من حديد ، وأرجوك أن تنقص لى فى السعر ولا تزيد، فأنت الآن تعلم حالي، بعد أن سُرقت كل نقودي وأموالى.
عنتر : هون عليك يا رجل فقد أتيت الآن للشخص المناسب، فأنا أبتغى العمل ولا أبغى المكاسب .. فصأصنع لك باباً من حديد ، يتحدث عنه الداني والبعيد ، وستعيش بعده آمن وسعيد .
فمسك عنترة بألوانه وفرشته وكتب على باب ورشته .. ” الورشة مغلقة يا أحباب .. حتى أنتهى من صناعة الباب .. بابُ سيكون أسطورة .. تتمنون لو تأخذوا بجواره صورة ” . وأغلق عنتر باب ورشته ومسك آلاته وعدته ونسي ما كان من أمر شايه وفطيرته.
***
إلى لقاء يا أحباب مع الفصل الثاني من قصة عنتر بن حداد صانع الأبواب