د. هالة الجبالي
*معنى النشاط*
للنشاط الموجه خارج الفصل مجال تربوي لا يقل أهميـة عـن الدرس في الفصل، إذ يعبر فيه التلاميذ عـن ميـولهم، ويـشبعون
حاجاتهم، كما يتعلمون فيه مهارات وصفات يـصعب تعلمهـا في الفصل ا لعادي، مثل التعاون مع غير هم، وتحمل المسؤ ولية، وضـبط النفس، واحترام العمل اليدوي، واتقان بعض مهاراته .
والعبرة الأساسية ليست في أن تنهض مدارسنا بالنـشاط أو لا تنهض، أو أن تكثر من النشاط، أو تحد منه، وإنمـا في أن تحـرص المدرسة على الغاية التربوية من كل نشا ط. وذلك بتحديد أهدافـه ، والتخطيط له على بصيرة، وتنفيذه على النحـو الـذي يـؤدي إلى إكساب التلاميذ القائمين به بصيرة ومهارة أو افكاراً خلاقة، ثم تقويمه على نحو يحقق المزيد من حسن التوجيه لتجويد خبراتـه، وتحـسين رؤيته نحو عالمه الصغير والكبير ، وبلورة أفكاره لما فيه خير حاضـره ومستقبله،وخير مجتمعه، ووطنه .
يتفق المختصون في الأنشطة المدرسية ، على أن هذه الأنـشطة، هي كل ما يقوم به التلميذ من تفكير أو سلوك، بإشراف وتوجيه من معلمه، سواء أكان ذلك قبل المشهد التعليمي، أم في خلاله، أم بعده، داخل المدرسة أو خارجها، وهي بالضرورة إما أنشطة صفية مرتبطة بالمقرر (المنهج الدراسي ) ارتباطاً مباشراً، وإما أنشطة غير صفية وثيقة الصلة بالمقرر الدراسي، أو غير وثيقة الصلة به.
*على وجه العموم ، يعرف النشاط ا لمدرسي الحر (اللاصفي)* بأنه
ذلك النشاط المبرمج الأثير الذي تنظمه المدرسة على نحو يتكامل مع البرنامج التعليمي، والذي يقبل عليه التلميذ بنهم، ويمارسه بـشوق وإقبال تلقائي . في هذه الحال، يحقق برنـامج النـشاط المدرسـي الأهداف التربوية التي تؤدي إلى نمو واتساع في خبر ة التلميذ، من ثم تنمية هواياته المحببة، وقدراته الموظفة في الاتجاهات التربوية المرغوبة .
بكلمات أخرى ، يتضمن النشاط المدرسي جوانـب متنوعـة عديدة: ثقافية، واجتماعية، وفنية، ورياضية، ومن المؤكد أن جميـع جوانب النشاط متداخلة ومتكاملة، ومن الصعب التفريق بينها، لأنها تلتقي جميعها عند هدف واحد غايته تشكيل شخصية التلميذ مـن
جميع جوانبها، من منطلق أن شخصية التلميذ، وحدة متكاملـة لا تقبل التجزئة.