لا تسافر هذا المساء
فما زال بيننا مطرٌ ؛ وعطرُ
وحفنةٌ من زهر
وعتابٌ مترعٌ بقناديلٍ
من قهرْ
ذاكَ القهرُ المُنتشي
على جثةٍ هامدة , لا تدري
ماذا كان ينقصني
أو ينقصكْ …
فهل تودُّ أنْ أسالكْ
في زحمةِ الكلمات
وتناسل الآهات
وبوحُ شريان الحياةْ
لمْ ؛ ولنْ أُعاتبكْ
فلا تُسافر هذا المساء
فما زالَ في الظلامِ
شيءٌ ما ؛ منْ ضياءْ
أسكنْتُهُ روحَ الخيالْ
وتركتهُ يغادرُ إليكَ
عبرَ أنفاسِ هابيلَ التي
امتزجتْ بأريجِ الثرى …
هو لمْ يمتْ
مازالَ حيّاً يقطنُ فيكَ ؛ وفيّا
ويسكنكْ ؛ فهلْ أنتَ المَلكْ
لا تسافرْ هذا المساء
ودعني أبوحُ بكلِّ أسراري
وكل ما اكتنزتْ ثناياي
منْ أغاني؛ منْ أماني
وشوقٌ كما حطبِ التنورِ يحترقْ
ألمْ أقلْ لكَ لا تُسافر هذا المساء
فإنّ الحياةَ تُنادينا سويّاً
فدعني للحياة ؛ أحملكْ …
_______
١٥/١/٢٠١٩م