ماذا يعني لنا الأزهر الشريف؟ وما المطلوب؟
يعني لنا العلم والدين، والحارس المؤتمن على شرع الصادق الأمين، وحامل العلوم والاعتدال إلى الناس أجمعين، ومنبع الوسطية بعلماءه المعتدلين المتأصلين، الفقهاء منهم والعقلانيين والزهاد والمحدثين، هو المؤسسة التي خرج منها كثير من الأعلام والمجددين، والمفكرين والعقلاء والثائرين، والأطباء والصيادلة والمهندسين والكيميائيين.
ما من موقف بطولي إلا وترى منهم من شارك فيه، ولا علما نشر إلا ولهم إسهام فيه، ولا منهجا اكتسح إلا ولهم يد فيه، على أيديهم طابت العلوم واستقرت، ودخلت ملجأها وازدهرت، ففضلهم على العالمين كبير وعظيم.
والأزهر الشريف ضمانة لأمن العالم ومصر، وجيش عظيم لمواجهة الإلحاد وأفكار الغلو في مصر، وهو الروح الباقية في الأمة نفخها الله في مصر.
والأزهر في رأيي لا يجوز أن يعادى فبه تنضبط الأمور، وإصلاحه ومعاونته من أفضل ما طرحت العقول، والصبر عليه لازم والإصلاح تدريجي كما تقول الفهوم، وتجديد نفسه بشبابه وشيوخه وطرح المثبطين خير نصيحة، والاستماع إلى الأفكار البناءة والاستجابة إليها أمر تحث عليه الشريعة، وإبعاد الكسلة والمنافقين مما تتفق عليه الحقيقة والشريعة، وتعاون المؤسسات معه وتعاونه معها أفضل ما تجمل به كل نصيحة، وتجديد الخطاب الديني مما تتشارك فيه كلها لا تلزم به مؤسسة وحيدة، وأن يكون المجتمع كالبحر الهادر يسير سويا هو مقصدي من مشروع الأزهر المجدد والنية به صافية وأكيدة!