الموضوع الذي اريد محادثتكم فيه ألا وهو الطلاق، فلقد اصبح كابوس يعاني منه الجميع سواء اباء او ابناء..!
اقصد بالاباء ليس الزوج والزوجة بل الاب والام الاصليين إن وجدوا..
هذا الكابوس يهدد الكثير من بيوتنا اصبح وحش مفترس كالرياح العاتيه التي تشتهي كل ما يصادفها في طريقها..!
فالطلاق اصبح هكذا المتزوج و العاذب و الطفل يرونه هكذا حتي أنا..!
عندما اجد و اري اطفالاً لا ذنب لهم أن يُيتموا من الأم او الأب بالرغم من انفاسهم مازالت تنبض علي وجه الأرض..
فما ذنب هؤلاء من سوء الإختيار الذي وقع فيه كلاً من اباهم؟
هل هناك من يستطيع اجابتي ما ذنب تلك الكائنات التي تقع ضحية الأنانية و الغرور بذويهم؟
نعم.. انانيه و غرور و كبرياء و حب النفس، فسواء كانت الزوجه او الزوج فكلاهما مغرورون لا يحبون سوي انفسهم..!
الزوجة عندما كانت في بيت اباها تمنت أن تبتعد عن ذلك الأب المتحكم في كل شيء عندما شاب شعره و كثرت التجاعيد ع وجهه اصبح متعجرفاً لا يطاق، لا يعي شيئا في الحياة غفلت عن كونه المدلل لها منذ نعومة اظافرها فكان ذرع الامان و الدفء التي تبحث عنه و دائماً كانت تردد سأتزوج بشخصاً مثل ابي…!
تناست ذلك، تناست خوفه عليها وشقاوتها و دلالها تناست ذلك ..!
و إذا كان اباها متوفياً وكان هناك اخ فقد يكون متذمداً قوياً تحمل مسئولية منزل و اسرة واخوات وعرض بيت فاخشنت حواسه و تمرد على حياته ظناً منه بأنه هكذا افضل، فاعتمد علي القسوة و الشدة فلم تجد الحب و الحنان و الرعاية فاستسلمت لاول يد طرقت باب منزلها لكي تهرب من هذا البؤس كما تري..
او اخ او اب لا يعي معني المسئوليه يعيش الحياة بالطول والعرض و الام تخرج للعمل و هو يمكث في داره ينتظر الخادمة تأتي له بقوت يومها ليقضي الليل بين اقرانه في المقاهي و تجمعات المخدرات والله اعلم بالباقي..
فهربت و استسلمت..
وقد تكون لديها اب و ام اسوياء ولكنها تدللت اكثر من اللازم لم تعرف معاني المسئوليه و الصبر لم تقدر اعباء والديها في تحمل متطلباتها هي وباقي اخواتها من تربيه و مأكل و مشرب و ملابس و تعليم و حياة وتوفير بعض الاموال لتجهيزها، فكل طلباتها مجابه..
و قد تكون ترعرعت في منزل الام متحكمة والاب عليه العمل و الآتيان بالمال وعليه العمل فقط من اجل ذلك والام هي السيادة في كل شيء..
او قد تكون حياتها بين اب وام هنيئان بحياتهم واخوة طيبون ولكنها احبت و وثقت فيمن ترغد الحياة معه و ظلا يحلمان..
وقد تكون هربت من كلام الناس فقد فاتها قطار الزواج، فقبلت بالزواج ليقال انها تزوجت و السلام و كأن الأمر برميته لا قيمة له..
ومنهم من رأت كافة الصديقات تزوجن ولم هي لا..
اسباب كثيرة سواء يعيشها الابن او الفتاه في بيت اهلها، فالشاب عندما يبلغ من العمر عمراً يحتاج للاستقلال بحياته و بناء داراً صغيراً له يجمعه بزوجه طيبه و كائنات صغيرة من ارواحهم وتسير الحياة و تأخذ مجراها..
لكن الحياة ليست دائماً بسيطة و بيضاء و ليس الشهد هو طعامها الدائم..!
فنجد الفتاة
قد تكون إحدي الحيوات تلك حياة إحداهن و ترتب علي ذلك عند زواجها ارادت الهروب من سجن و سجان تعلم عنهما كافة التفاصيل الصغيرة والكبيرة ولكنها يصادف وقوعها مع سجان من نوعاً اخر قد يكون سجان و قد يكون زوجاً مخلصاً و قد يكون زوجاً طيباً ولكنه ليس بمخلص و قد.. وقد..
فيا عزيزتي الزواج ليس حفل زفاف و فستان و فارس و حصان كما شاهدنا سندريلا و اميرها فما رأيناه جميعنا ان الامير وجد محبوبته و تزوجا وعاشا في القصر و يحاط بهم الخدم و انجبوا الفتيان و الفتيات هذا يحدث فقط في مسلسلات الكرتون…!
عذراً فواقع حياة سندريلا انها اصبحت ملكة مسئوله عن إدارة شئون مملكتها (بيتها) و إدارة حياة راعيتها ( زوجها و ابنائها) ، هذا مالم تظهره لنا مسلسلات الكرتون..!
وكم هي الحياة مشاقه و متعبه علي عاتق كلاً من الأمير و سندريلا و بحترامهم لبعضهم و حبهم و اهتمامهم ببعضهم البعض استطاعوا مواجهتها حتي يرغدوا بالراحه و السعادة..
لم يتذمر الامير يوماً عليها ونعتها بيتمها او بزيادة وزنها او اهمالها في نفسها بل ظل يهتم بها و يدللها و يأخذ بأيديها بالرغم انه يعمل صباحاً و مساءاً و حياته صعبة للغاية ولكنه وجد الإرهاق والتعب من تربية الأبناء و ادارة شئون مملكتها من نظافة و تحضير الطعام و تنظيف الملابس و كيها وجد التعب تملك منها ذهب لمساندتها و مساعدتها في انهاء اعمالها و هي بالرغم الآمها تسهر لراحته والاستماع له ومشاركته بالاراء و الافكار حتي و أن كانت مخطئه فلم ينعتها و يسبها بل كان يستمع و ينصت و يحترمها لم ينظر إلي انها كانت خادمه ترعي الطيور و الماشيه لم ينظر لملابسها ولون جلدها او بنت من تكون بل تحدي كل شئ من اجل الإختلاف المميز بها الجميلات و الاميرات حوله كثيرون ولكنه احب روحها و طيبتها و نقاؤها و فطرتها و تقبلها كما هي حتي سطع بريق جمالها في عيناه..
فمن هنا نبتت الحياة واستمرت و ترعرعت و اثمرت..
فهذه هي حياة سندريلا الحقيقيه..
اما ما نشاهده الآن من احداث و روؤي فهي كارثية في بيوتنا كيف لم تتعمقوا في الحياة لكل امير و سندريلا في الواقع الملموس؟ كيف كنتم تتخيلون الزواج؟
هل كنتم ترونه الجزء الأول من حياة سندريلا و اميرها ولم تدرون شيئاً عن النصف الآخر…؟ كيف..؟
فكل واحدةً منا كفتيات و شباب كلاً منا يعييش في مملكة اباه الامير و امه سندريلا وكم شاهدنا قصة حياتهم ونحن ابطال فيها، كم تحملا اعباء الحياة و مشاقتها و مرارة الأيام و اوجاعها، كم تحملت امهاتنا سواء كانوا ربات بيوت في منازلهم ام كانوا موظفات يخرجان للعمل والعودة للمنزل للطهي و التنظيف و الغسيل و الكي بدون كلمة شكر وطبعاً مع اختلاف كل منزل عن الآخر..
و كم من ام مات زوجها ومن مشنة خضراوات ربت اشبال صغيرة حتي كبروا بارك الله فيهم و صاروا ثمار ينتفع بهم في الحياة..
و كم من اباء ارزاقهم كتبت في السماء وبين يوماً و أخر يرزقهم الله بها واستمرت الحياة ..
بالرغم من بساطة الحياة حينها فكانت بلا براندات ملابس ، كهرباء، اتساع الغرف، والعائله كلها في غرفة واحدة، تكنولوجيا ووسائل مواصلات و إتصالات..
فكانوا يتزوجون وينجبون ويعيشون بأقل القليل و يستحملا.. وبالرغم من صعوبة الحياة و مواردها فلم ترتفع نسب الطلاق الي هذا الحد و إن وصلت فلم تكن بالفضائح و السب و النعت و كسر الآخرون و الأهمال و العند و القسوة، لم يكن كاليوم..!
فماذا حدث الآن..؟
بالرغم من توافر كل شئ ألا ان نسب الطلاق اصبحت مهولة لا تحصى لها و للصدفة بلادنا احتلت المركز الأول في ارتفاع نسبة الطلاق فقد اُحصيت النسب الي مائتان وستون حالة يومياً في مشيخة الأزهر الشريف، بخلاف القضايا و الدعاوي في محاكم الأسرة..!
وكل هذا لماذا..؟
لا ادري..!
لما التقليل من شأن بعضكم البعض.. لما؟
ما ذنب ابناءكم و خراب بيوتكم..؟
هل حياة السجان الأولي كانت اكثر رحمة وحنان..؟
ام انكم لا تصلحون لتكونوا اباء و امهات؟
عفواً.. فالجميع مُخطئون سواء كنت زوج او زوجه..
نعم انتم الأثنان لستم بضحايا الآخرون بل بضحايا انفسكم المزيفة التي بُنيت علي الخداع و الخيانه و الكذب والمظاهر البراقه ..!
فأنتم الاثنان بحثتم عما تريدون لأنفسكم من الآخر ، ولم تبحثون عن العامل المشترك بينكم عما تبحثان انتما الاثنان عنه لتكتمل صورتكم معاً..
لذلك كانت النتيجة مؤسفة، وموجعه للغاية، الم تتعبون في فرش بيتكم..؟
اكان زواجكم هذا حراماً..؟
ها انا لم اتزوج انسة مازلت واحمد ربي علي ذلك لأنني لم اكن مثلكم في تلك الحياة المزيفة..
ولكنني اتألم عندما انظر للبيوت تخرب علي اتفه الأسباب وتنقل اثاث البيت المغرقه بالدموع وكسرت قلب بعدما كان الجميع يتهاتف لحملها وسط حاله من الفرح و المرح من شباب و اطفال ونساء الجميع يرقصون ويغنون فرِحون بعرس ابنهم او بنتهم..، الم تستحق تلك اللحظه الصبر و التأني و التضحية و إعادة النظر في الأمور..؟
الم يكن هناك يوماً سعيداً ولحظات اسعد بينكم..؟
الم يكن هناك لحظات سعيدة تجمعكم بابنائكم تجعلكم تتمهلون وتصبرون في اعادة الأعمار بينكم..؟
ارجوكم ان اردتم الرحيل و الإستغناء.. تمهلوا و فكروا بقراراتكم و تأثيرها عمن حولكم ، فأنتم لا تعيشون في المجتمع بمفردكم..!
نحن اخوانكم و اخواتكم وابائكم واصدقائكم و زملائكم و جيرانكم و قبل كل شيء فنحن ابنائكم ..!
وارجو ممن يريد الإبتعاد ان يبتعد كما آمرنا الله تعالى و رسوله في كتابه العزيز :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في سورة الطلاق : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1))
(وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً..
تأنوا في فهم الآيات القرآنية وتعقلوا ربنا يهديكم..)
وفي سورة الأحزاب قال المولى عزّ وجّل :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49)).
(فمتعوهن و سرحوهن سراحاً جميلاً … هذا كلام الله تعالى عكس ما يحدث الآن في بيوتنا.. !)
في سورة البقرة : (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ (228)).
إلى أن قال في سورة البقرة : (االطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)).
( ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون…
صدق الله العظيم)
اعملوا حساب عودة الأيام لمجاريها يوماً ما فلما قلة الأصل يا ابناء الأصول.. فبينكم اطفال..!
عذراً للإطالة