إعداد/ محمد مامون ليله
قرأت لأحد الدكاترة المعاصرين المشهورين شيئا من كتابه عن المذاهب والفرق، فألفيته تجنى على الصوفية تجنيا عظيما، مع ما في كلامه من الجهل والهوى، والعجب أن كلامه يشير إلى كونهم خطرا على الإسلام العظيم، وأنهم صنعة اليهود والمجوس والهنود، وأن معتدلهم وشديدهم سواء!
والعجب أن هؤلاء يتصدرون الإعلام في بعض الدول، حتى إذا أتوا للبلاء غيروا آرائهم أو سكتوا، وبلادهم قد امستْ بين قاب قوسين من الضياع!
فلا يتكلمن أحد فيما لا يحسنه، وليعلم ان هذا السفه يفضي به إلى تبديع كثير من علماء الأمة، وليدرك ان التصوف تجربة روحية، والقاعدة فيها من ذاق عرف، والسالك الجاهل بالشريعة على خطر عظيم؛ لأنه طريق مقيد بأصول الكتاب والسنة كما قال أهله!
وأما كيف نحقق كتب الصوفية؟
فقد أضحكني اليوم كثيرا صنيع محقق سلفي لكتاب من كتب الصوفية الكبار، فصنيعه في الكتاب لا يخرج عن: “سبحان الله”!، في هذا نظر، هذه مبالغات، هذا من وساوس الشياطين، علامات تعجب كتير !!، ؟!، ذكره الألباني في الضعيفة..
قلت: فأين التحقيق أيها الرجل؟
المفترض أنك تخرج الكتاب على حسب ما أراده عليه مؤلفه، وأن تنفي زيف ما أُدخل فيه، بعرضه على المخطوطات الكثيرة المتنوعة، ومنها المصادر التي اخذت منه أو التي أخذ عنها، فضلا عن طريقة أخرى لابد من استخدامها مع كتب القوم بالذات، ولا تتهيأ لك حتى تكون متعلقا بهم تعلقا روحيا، وأن تفهم علومهم وأسرار كلامهم؛ ولهذا فالمعتمد عندي ان كل طريقة تحقق كتبها بنفسها، وتنفي زيف ما أدخل عليها، ثم يعرضون عملهم على الناس بعد ذلك؛ ليدلوا برأيهم، ويحاسبوهم على أفعالهم.
وأما قوله: ذكره الشيخ الألباني في الضعيفة، أو صححه، او ضعفه، فلا يسمى هذا تخريجا أصلا، وأولى لك إذا أردتَ أن تقلد؛ أن تقلد المحدثين الكبار من أهل النظر كأحمد، وابن المديني، وشعبة، والبخاري، وأبي حاتم، وأبي زرعة..
وليس هذا انتقاصا من الشيخ الألباني – رحمه الله-، فهو محدث كبير له وعليه، وإن أردتَ أن تقلده فلا بأس، والأولى ما ذكرته لك.