بقلم نسرين يسرى
أقضي ساعات أتأمل هؤلاء كلما تأملت إزددت إيمانا أن هنالك شيئا أكبر من الصدفة وراء هذا الإختلاف … لطالما آمنت أننا نعيش في دوائر كبيرة أو صغيرة لكن هنالك دائرة وحيدة تعيش فينا.. وهذه الدائرة التى تعيش بداخلنا …
في قلبي رسالة… بقلبي كتبتها …
عندما سافرت إلى الناس، مشيت في الظلام طويلا وتعثرت مرارا وسقطت على وجهي … كنت في كل مرة أنهض وأتحسس الأرض بأنامل أخلصت للإستغفار لأستدل على طريقي … أدميت أناملي وأدميت قلبي وصلت بعد حين إلى أنصاف دوائر ضممتها لننشئ كونا فضمتني، أخذت نور قلبي ومدت يديها لتمسحها في ثوبي.. أقلعت عنها وهربت فوجدت نورا.. لازال ثوبي نقيا كما كان لكن قطعة منه تمزقت واختفت… لا أعرف أين سقطت مني أو بين أي يدين تركتها…
عندما تركت الناس وسافرت إلى نفسي، وجدت يديّ تطعم من حولي ولا تطعمني، كنت مريضة وضعيفة، تساءلت بإستغراب كيف لي أن أعيش كل هذا العمر ولم تطعمني يدي فقط… بكيت بمرارة عندما رأيت يدا والديّ تتناوبان على إطعامي.. فعدت للناس كي لا أتعب يديهما الكريمتين…
الآن عدت للسفر بين الناس، أتحملهم لأن بينهم روحان يشقيني شقاؤهما، أحضن ألم أمل تكسر وخيبة ثقة لم تقدر بعض
هنالك أسوأ من الألم أن لا تستطيع أن تتكلم عنه، أصمت وأملأ قلبي بالحب أصافح الناس به وعندما أتعب أجلس في ركن غرفتي، لا شيء لأحد عندي ولي عند بعضهم أشياء كثيرة أفتح نافذة الغرفة وأنثر خاتمة الحب في حضن السماء « سامحتهم يا ربي.. وإني إليك على سبيل جديد.. »
وأنا أكتب هذه الكلمات ، أجد نفسى كنت أحمل كل من أحبهم في قلبي أحملهم بقلب نقي من أي إحساس بالذنب إتجاههم أحملهم في قلبي وأتشبث بهم بكل إخلاص وقوة وثقة في قدرتي على الحفاظ عليهم في قلبي مهما ابتعدت في الزمان والمكان …
الآن كذلك أجد نفسى أحمل كل من أحبهم وأخطو إلى الأمام نحو مرحلة جديدة … ما يجعل هذا الشعور مختلفا هذه المرة هو أنني أحملهم وأحبهم لكنني أخطو إلى مكان بعيد عنهم.. إلى مكان لن يكون لقاربي أي مرسى بجانبهم.. وهذه سُنة الحياة
القلوب التي تعطي ولا تأخذ قلوب طاهرة يملؤها الحب …