بقلم / عيسى بلعلياء
الجزائر
في حَرَارَةِ عَيْنَيكِ ألفُ ابْتِدَاءٍ
يُوَاريهِ بَعْضُ الْحَذَرْ.
فِي حَرَارَةِ عَينَيكِ تَغْبَى التّفَاصِيلُ
تَنْبَهِمُ المُجْرَيَاتُ، يَزِيغُ الْبَصَرْ.
فِي حَرَارَةِ عَينَيكِ بَعْض الأنَا
وَهَا أنَا أتَلَمَّسُهُ
وَلَكِنْ لَوْ سَعَيتُ إلَيْهِ اسْتَتَرْ.
في حَرَارَةِ عَيْنَيْكِ قِصَّة آدَمَ
أسْرَارُ حَوّاءَ مَحْفوظَة ٌ
فِي المُتُونِ الْغُرَرْ.
سِرُّ إبْلِيسَ، سِرُّ الْغِوايَةِ
سِرُّ البَرَاءَةِ، سِرُّ الطُفُولَةِ،
سِرُّ البَشَرْ.
في حَرَارَةِ عَيْنَيْكِ تَنْصَهِرُ الرَّاسِيَاتُ
وَتَمِيدُ الجِبَالُ
وَتُطْوى المَسَافَاتُ
يَقْتَرِفُ النَّجْمُ آخِرَ ذنْبِ الْهَوَى
فَأرَاهُ انْتَحَرْ.
فِي حَرَارَةِ عَينَيكِ يَسْكنُ عِطرُ الزُّهُورِ
وَيَسْكُنُ الفُلُّ وَالْيَاسَمِين،
الْبَنَفْسَجُ وَالوَرْدُ
اَلسَّوْسَنُ وَالأقْحُوَانُ
أَنَا لَا أُسَمِّي جَمِيعَ العُطُورِ
فَتِلْكَ تَوَابِلُ مِنْ عِبْقِ العَاشِقِينَ
وَأهْلِ السَّمَرْ.
في حَرَارَةِ عينيكِ شُطآنُ ابْلِيسَ
وَالْجِنُّ المَارِدُ الأبُ،
وَالمَلِكُ القَاصِفُ،
أهْلُ الزَّوَابِعِ ذي الطَّوْلِ
وَالْعَاصِفَاتُ الْعَفَارِيتُ
وَالمُؤْمِنُونَ بِإحْضَارِهِمْ
وَتَقَفِّي الأثَرْ.
في نضَارَةِ عيْنيكِ يَسْري القَدَرْ.
في حَرَارَةِ عَينيكِ يُوجَدُ كَوْنٌ ضِيَاءٌ
يُحَاكِي القَمَرْ.
في نضَارَةِ عيْنيكِ مُعْتقلُ العَاشِقِين
وَأهْل الهُيَامِ، وَسِجْنُ رُوَّادِ الهَوَى
وَالجَوَى وَالنَّوَى وَالسَّهَرْ.
في نضَارَةِ عَينيكِ اَلمُقْمِرَاتِ
صَفَاءُ الغُرُوبِ
وَهَمْسُ الأصِيل
وَسِرُّ ابْتِسَامِ الرَّضِيع
وَسِرُّ أغَاني الْوَرَى والوَتَرْ.
وعلى شفتيك اقتران الهلال
عَلَى وجْنَتَيْكِ تَطَايَرَ عَزْفُ الصَّبَابَةِ
سِرْبُ الحَمَامِ يَحُطّ الْهُوَيْنَا
يَطِيرُ الهُوَيْنَا بِرِفقٍ شَدِيدٍ
كَمَا تَتَداعَى الصُّوَرْ.
النَّوَارِسُ تَرْسُمُ لِي فِي الفَضَا
صُورَة َامْرَأةٍ تَشْتَهِينِي
وَلَيْسَ الذِي بَيْنَنَا سِوَى حَفْنَة ٌ
مِنْ رَذاذِ البِحَارِ وَنَارِ المَطَرْ.
——————-