بقلم. هدى عبدالفتاح
يا من بُشّرت بالأنثى يا من حباك الله أرق وأجمل مخلوقاته , يا من اصطفاك دون غيرك لتكون أباً لأنثى ,تخيلت انى احاور رجلاً ينتظر أنثى فسألته ماذا أعددت لهذه الهديه.. فأجابنى سأبذل ما فى وسعى لأسعادها سأوفر لها المأكل والملبس والمسكن لتكبر ويشتد عودها وهى سليمه صحيحه عفيه ولن أبخل على عقلها بالعلم والمعرفه أما روحها فسأرويها ديناً وخٌلقاً وقيماً وسوف أُعيد ترتيب أوراق نفسى لأُصبح الأب المثالى الذى يليق بها سوف أتخلى عن الكثير من عاداتى التى لا أحب أن تراها سوف أمحو العديد من الجمل والكلمات التى لا يجب أن تسمعها ,سأُغير بعض أفكارى لتجد فىّ الأب المتحرر الواعى ,سأقرأ الكثير عن المرأه حتى أفهمها سأُعيد ترتيب أوراق نفسى لأُصبح جديراً بتلك الأميره التى أضاءت بلاط قصرى , ولكنى ملئ بالخوف والقلق والحيره أخى الكريم واناديك بالكريم لأنه لا يكْرم الأنثى الا كريم أسمح لى أن أسألك لما الخوف أذاً وقد أحطتها بترسانةٍ من الأسلحه التى تجعلها فتاةً رائعه صحيحه العقل والجسم رفيعة الأدب والعلم حرة الرأى تقية النفس وحين يتحقق هذا سيقول لك الجميع هنيئاً لك لقد تاجرت مع الله وربحت واستثمرت فى هديته فبارك لك فيها ولعلها فى الآخره تكون أطيب أعمالك وتأخذ بيدك الى الجنه .
فلما الخوف أذاً فأجاب الأب الحائر بحزن أعلم كل هذا ولكن خوفى من شئ آخر أخشى أن تصبح فتاهً ناضجةً جميلةً تسر الأنفس والأعين نشأت على أن تفهم ما أريده من نظره أقصى عقاب وجه لها أن أغرب وجهى عنها , فتاة كهذه حين تنتقل الى رجلاٍ آخر أقصد زوجاً هل سيسير على دربى ؟ هل سيكمل ما بدئته ؟ أم أنه سيصرخ فى وجهها أو سيرفع يده عليها أو يوجه لها كلمات تهين وتجرح كرامتها أو يخونها أو يهملها أو يغدر بها أخشى ماأخشاه أن يكسر قلبها أو تهان كرامتها بعد أن أعتادت و هى طفله أن تلقى برأسها على صدرى وتنام حين تسمع دقات قلبى وكأنها المعزوفه التى تريحها وتطمئنها اه الأن فهمت مخاوفك لك ألف حق أن تخاف على زهرتك الجميله من ان تقطفها يد غليظه لا تقدر رقتها أو تدوسها قدمٌ همجيه لم تعرف قيمتها أو تصادف شخصا لم يفهم تاريخها النفسى , أُقدر كل هذا وأقول لك أطمئن أيها الأب المحترم فلقد أخذت بجميع الأسباب, فحين تأتى هذه اللحظه ما عليك الا ان تجلس وتضع ساقا على ساق وحين ترضى أبنتك برجلٍ و تقول لك اريد ان أكمل حياتى بجانبه أعطها له عن طيب خاطر وثق بها أوتعرف لما أختارته؟ قال لها حضرتك فى أول لقاء لأنه لمح أعتزازها بنفسها, و تحمّل تجاهلها له كثيرا لأنه يعلم قدرها و قيمتها أو حين كان زميلها فى الجامعه كان يسارع لمعرفه نتيجتها هى أولاً ويفرح بنجاحها أكثر من نفسه وكأنه يقول لها مكانك بجانبى وليس خلفى ,أوحين تم ترقيتها فى العمل قضى الليل بأكمله يصمم لها برقيه تهنئه لأنه يحب أن يراها سعيده, ويوم كانت مريضه ترجى زميلتها أن تحمل لها الزهور ووقف ينتظرها عدة ساعات ليطمئن عليها ألا يسمى هذا حباً. و العديد من المواقف التى تؤكد أنه يحترم ويحب ويحنو ويقدر
أطمئن عزيزى الأب أن أبنتك ستختار زوجاً برائحة الأب.