بسم الله الرحمن الرحيم.
بقلم / محمد العايدي
……
ولا يزال العمل مطلوب، ولا يزال الطلب مستمر! .
اخيرا اخيرا اخيرا، ولكن يجب أن نقول انها ” اخيرا
وليس آخرا ”
اخيرا اصبح لك اخي متحدي الإعاقة قانون وضعي يحمي
حقوقك ويرعى مصالحك وشئونك الحياتية! .
تحية لكل من اصر وساهم وشرع وطلب ونفذ وقرر
وشارك في اخراج هذا الحلم وتحويله الى حقيقة واقعة.
شكرا لرئيس الجمهورية الذي خرج عن اطار النمطية.
وآمن بقضية ذوي الإعاقة وحرص على اعطائهم حقوقهم.
وهنا اذكر ايام العهد البائد، لم يذكر المدعو حسني مبارك
ولو في خطاب او جلسة، اي شيء او كلمة او لفظ يخص
ذوي الاحتياجات الخاصة، وكأن البلد خالية من الأشخاص من ذوي الاحتياجات!
الرئيس عبد الفتاح السيسي اعطانا الجديد وضرب مثلا رائعا في الإهتمام بالقضايا المجتمعية وذلك عندما وعد بأن” عام 2018 هو عام الإعاقة ”
وأوفى بوعده عندما صدق على قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة او ذوي الاحتياجات الخاصة او ذوي الهمم كما يطلق عليهم ( علينا) في بلاد الخليج العربي.
ليخرج القانون الى النور اخيرا، ولكن.
ليس آخرا! فهناك العمل المستمر والمجهودات الكبيرة منتظر بذلها والقيام بإعمال مواد القانون دون هوادة او كسل، ذلك لأن القانون وحده ( لا يكفي) ! .
علينا كأشخاص من متحدي الإعاقة عمل كبير ومسؤولية عظمى القيت على عاتقنة، نعم، لقد جاء دورنا في القيام بما لا يستطيع أحد القيام به سوانا نحن ذوي القدرات! .
لابد عليك اخي متحدي الإعاقة ان تحدد أهدافك وتسعى إلى تحقيقها والوصول الى مبتغاك في العيشة الكريمة السوية دون تطفل او متاجرة او انتظار للفرج عله يأت او لا يأت.
او انتظار لنسبة خمسة بالمئة من وظائف وهمية ليس بها سوى مرتب يصلك دون ان تقدم شيء نظيره! علينا بالتعلم والدرس والتأهيل المستمر لنكون على قدر المسؤولية ولكي نكون نستحق شغل اي المناصب او الوظائف على كل
الأصعدة وفي جميع مؤسسات الدولة المختلفة.
ومن هنا اناشد الجميع من اخواتي وأحبابي من ذوي الاحتياجات واقول لهم جميعا بجميع انواع اعاقتهم المختلفة ( إقرأ بسم ربك الذي خلق) .
تعلم… جرب…. حاول….
مازال الطريق إلى اثبات الوجود بداخل الوجود طويل وشاق.
سير على اقدام ارادتك وحاول لكي تتعلم ثقافة الاستفادة من الفشل الذي يليه نجاح! .
وجرب ثم جرب ثم جرب لكي تدرك انه لا يوجد أمر من
امور الحياة يصعب عليك القيام به.
…
الدولة والمجتمع والطلب! .
…..
على الدولة المصرية عدم الاكتفاء بمجرد تشريع قانون
أي قانون، بل يجب ألا تقف الدولة عند هذا الحد المتمثل في مجرد نص وتشريع قانون بخصوص حقوق الأشخاص ذوي
الإعاقة. لكن على الدولة الإهتمام بإجراءات تنفيذ القانون
أي قانون…
أي قانون لا يستطيع حماية نفسه من سوء إجراءات تنفيذه
يعد ( قانون معوق)! .
يعجز عن اعطاء أي حقوق لأي شخص.
قانون أم قرار؟! .
الإجابة، قانون يشرع ثم قرار حازم رادع ينفذ!
وفي هذا السياق انبه الجميع والجميع
إنسان، انه يوجد فرق شاسع بين الحق، وبين الطلب! .
لا يصح أن يتحول الحق المطلق الواضح الى مجرد
طلب مقيد! .
لأن الطلب يبق طلب مهما بلغ الإلحاح فيه وعلى الموافقة عليه! فإذا تحول الحق الى طلب، بمعنى انه إما يتم قبوله
كطلب او يتم رفضه، سيغيب المفهوم الحقيقي عن
الحق، فإن الله من اسمائه الحسنى الحق، أي الظاهر الثابت
لا يتغير ولا يتبدل مهما يمر به من ظرف او عليه من زمن!
كيف اذا نجعل من حقوقنا الثابتة والواضحة مجرد مطالب
نقدمها بأيد مرتعشة؟! .
الحق لا يطلب، بل ينزع نزعا! .
وقضية ذوي الإعاقة هي حق مهدر واضح وضوح الشمس
لا ريب فيه ابدا! .
لذا علينا أن نصبح اشخاص مثقفون مؤهلون لنزع هذا
الحق المهدر بإسلوب موضوعي متحضر ( يليق بالوطنية).
المجتمع.
“ضعاف القوم، بهم تنصرون ومن أجلهم ترزقون”
( حديث شريف) .
……
لن اسامح هذا المجتمع الذي كان ومازال ويريد أن يظل
يشوه صورة متحدي الإعاقة!
فترى على الصعيد الفني مثلا يظهرون متحدي الإعاقة
على هيئة المتهلفت الضائع ذات اللعاب السائل من فمه
راحئته كريهة يدهسونه الأسوياء ثم تضربه الشرطة
برصاصة طائشة يموت على اثرها ( مسلسلات رمضان)
او نظهر جليس كرسي متحرك في صورة سيدة تتاجر في
المخدرات والسلاح! ( مسلسلات رمضان) .
وكنت قد ناقشت هذه الصورة المشوهة فيما سبق.
اختم مقالتي بتوجيه الشكر والتقدير حتى يمل الشكر
من شكري الى المجلس الوطني للشباب بقيادة
الدكتورة /دليلة مختار ‘
والدكتور /وائل الطناحي.
امين عام المجلس.
وحتى لا انسى ذكر جميع الذين ساهموا وفكروا
( واستجابوا) حتى اصبح لنا كأشخاص من متحدي الإعاقة
درعاً واقيا اسمه ” قانون حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة” اشكرهم جميعاً كل أحدا بإسمه.
وشكر خاص لأعضاء اللجنة المركزية لذوي الإعاقة
بالمجلس الوطني للشباب الذين اختم قولي بتوجيه
نصيحة اخوية لهم جميعا ( لا تفرح بشدة ولا تحزن بشدة)
كن هادئا وقت الفرح صامدا وقت الحزن، اخلق لنفسك
نوع من التوازن النفسي ولا تبالغ في مشاعرك.
واخيرا اشكر مرة أخرى السيد رئيس الجمهورية
على استجابته السريعة ادراكا من سيادته ان الوقت
ليس في صالحنا وانه علينا مهام عديدة لابد القيام
بها قبل انتهاء عام 2018 عام (الإعاقة) .
كما اطالبه بأن يستمر في الوقوف الى جوارنا وان يظل مؤمن
بقضيتنا حتى نجعل جميعا من كل الأعوام ( عام الإعاقة).
(إذا أردت أن تحصل على حقك كله، فلا تقبل بنصفه) .