كتب : على الصاوى
جاء مدير الأمن العام الصينى إلى مصر لتوقيع إتفاقية مع وزير الداخلية المصرى لتعزيز التعاون بين البلدين على الصعيد الأمنى، ولم يتم الإعلان عن اتجاه هذه الإتفاقية ومخرجاتها حتى الأن، لكنّ ما تم من أجهزة الأمن المصرية بعد هذه الزيارة بمطاردة طلاب الأزهر التركستانين المنتمين لأقلية الإيغور المسلمة يبرز مضمون اللقاء الذى تم عقده بين وزيرى الأمن المصرى والصينى، ما نفهم منه هو أن تقوم السلطات المصرية بتسليم طلبة الإيغور للصين لمحاكمتهم وإلا فما مبررات هذا الإعتقال العشوائى المفاجئ والذى لا يستند إلى أى أدلة إدانة واضحة تبرر القبض عليهم وترحيلهم إلى الصين، خاصةً وأن الأزهر لم يصدر أى بيان تعليقا على ما حدث .
ماذا تعرف عن تركستان؟
تركستان هى دولة مسلمة لهجتها محلية تنتمى الى اللغة التركية ويستخدمون أيضا العربية مساحتها خُمس مساحة الصين1,7 مليون كيلومترمربع ،فتحها قتيبة بن مسلم عام 95 هجرية ومنذ ذلك الوقت والإسلام هو الدين الرسمى للبلاد وبقيت دولة مستقلة حوالى عشر قرون ،وفى عام 1759 حدث أول احتلال صينى لتركستان لمدة أربع سنوات ثم احتلتها مرة أخرى عام 1881 وثار اهل تركستان ضد الحكم الصينى وأعلنوا قيام دولتهم باسم ” جمهورية تركستان الشرقية الاسلامية فى مدينة كاشغر عام 1933م لكن روسيا رفضت قيام دولة إسلامية مستقلة بجوار مستعمراتها وقدمت مساعدات حربية لحليفتها الصين الشيوعية لمحاربة المسلمين وإنهاء دولتهم .
الإحتلال الأخير
احتلّت الصين تركستان سنة 1949م بعد مجازر دموية ضد المسلمين وأسمتها ” شينجيانج ” وبعد سياسة التهجير قلّ عددهم وفرضت الصين النظام الشيوعى الإلحادى عليهم بأبشع صور الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان حيث هدمت المساجد ومنعتهم من أداء الشعائر الإسلامية كالصلاة والصوم وإعفاء اللحية والنقاب ومنع لبس الزى الإسلامى وتم إحراق المصاحف والكتب الإسلامية وتغيير لغة التعليم فى تركستان إلى اللغة الصينية واعتقال العلماء ومحاولة طمس الهوية الإسلامية وكان آخر القرارات هناك منع التسمية بالأسماء الإسلامية مثل محمد وجهاد وإسلام وإمام، لقطع أى صلة للايغور بالاسلام
حجم الموارد وسياسة التغيير الديمغرافي
يوجد فى تركستان 40 نهرا وهى غنية بالثروات التى حباها الله كالبترول “25% من احتياطى الصين” والغاز الطبيعى “28% من احتياطى الصين” والذهب والفضة والبلاتين والفحم واليورانيوم ، وبذلك فإن 40% من دخل الصين كلها يأتى من تركستان الشرقية بينما يعيش 80% من مسلمى الإيغور تحت خط الفقر!
انتهجت الصين سياسة تهجير قومية الهان البوذية إلى داخل تركستان الشرقية فكانت نسبة المسلمين قبل عام1949م حوالى 97% ثم انخفضت لأقل من 40% الآن، وآخر ما ابتدعته الصين لإضطهاد الإيغور هو سياسة “القرابة التوأمية” التى يتم من خلالها استضافة المسلمين للبوذيين والملاحدة فى بيوتهم وإجبارهم على التعايش معهم كإخوة! مما يؤدى ذلك للتغيير الديموغرافى لصالح البوذيين بتوطينهم هناك ، كما تشجع الصين شبابها العاطل عن العمل إلى الذهاب إلى تركستان للعمل هناك بحوافز مغرية والإقامة فى مستوطنات أنشأتها الصين على غرار المستوطنات اليهودية فى فلسطين.
حاولت تركستان الشرقية أن تدخل تحت مظلة الأمم المتحدة وحمايتها لاسيما أنها تتعرض إلى شتى أنواع الإضطهاد والتهجير والإبادة الجماعية إلا أن كل محاولتها باءت بالفشل وتم رفض جميع الطلبات التى قدمتها للأمم المتحدة ، فما هو موقف الأمة الإسلامية من معاناة هؤلاء أليس واجبا علينا نصرتهم تجاه هذا الظلم الذين يتعرضون له ، أسواقنا أوسع الأسواق للمنتجات الصينية وهناك بروتوكولات تعاون ومشاركة على الصعيد السياسي والاقتصادي ومع ذلك لم نرى أى دولة مسلمة تشجب وتستنكر سياسة الصين العنصرية ضد أقلية الإيغور المسلمة، بل تتعاون البلاد الإسلامية بكل أريحية ودون قيود مع الصين الشيوعية لكى يقوَى اقتصادها وتتمكن من القضاء على الإسلام فى تركستان الشرقية لتصبح ولاية بوذية عن بكرة أبيها.