سمرا ساي/ سوريا
————————————–
في داخلي ركن ساكن صوفيّ النزعة .. لايجرؤ أحد على المرور فيه حتى الأحبَّاء ..نافورة ماء بلونين ..داكنة ولازوردية تتغير في كل آن …ونافذة مشرَّعة على شاطئ ..هواءه يغيره المزاج.. عليل ضنين لايدركه الثبات
ثمة ظلال منحنية ، ومقاعد رخام التفَّ عليها اللبلاب ..صمت لايخدشه صوت غير دمدمة المياه تعاتب أطياف وجوه شاحبة غامضة العمر ، رماديةالنظرات ..
الغيوم عندي ترتدي أكماماً هذا الصباح ..نبض القلب ينزح بين امواج البحر نحو أوطان سلامها رصاص .. أرضها نار وسماؤها جوارح ، تلعب فيها الريح كإعصار
الشمس فيها مزركشة تعاند ..ونجومها عيون تقاتل..
فأفتح كتاباً منتشراً في بلادنا العربية عنوانه ” السذاجة ”
في الصفحة الأولى قافلة قبَّرات .. نصبنا لها الفخاخ ببلادة
وقافلة عصافير تأتي بخير وفير ..لانراها ..نرميها إلى محرقة
فيذوب لحمها الغض في أفواهنا ..ننسى انها كانت قبل قليل تغرد..تذكرنا بحق وعبادة ..
خارجنا ياسادة ..!!!
تموت الأشياء ..مراكبنا لم نسافر فيها من زمن نوح ..
تموت أشجار لم نعرفها ..والريح تمر في غابات احتطبناها لتمنحنا الدفء ..ونسينا ..أنه تحت جلدنا جليد الدنيا يستهزئ بنا.. هجرنا أجسادنا مع ثيابنا التي استحدثناها بسخافة
وجلسنا نبكي على بنيان هدمناه ..وأعلام مزقناها..وعلى حدود اقمناها..نريد العبور من هنا وهناك ..نمر من جدران تعرفنا ..نسمع أصوات خطواتنا آتية من الغيب ..لانعرف إن كنا نحن المارة ..أم أجيال قادمة تمتهن الحضارة ..!!!
نتلفت.. فنرى ظلالاً وقحة تضحك علينا ونحن مشنوقون
كما أشجار غباء ..نقع من حديقة لحديقة ..ومن ممر لممر نكتب قصيدة لم تكتمل ..وننشغل برفع العصا على من عصى
نحرق الفْكْرَ في مبخرة..والعلم استعصى علينا ..
والأدب تسلل إلى ضعاف العقول والنفوس كما الهذيان ..
وبين هذا وذاك نكتفي برفع أكف الرياء ..نسأل الله المغفرة
وذنوبنا معلقة على لحى شيوخ ضمائرهم مهزلة
في قعر فنجان قهوة يوم الأحد
أضواء غامضة على لوح مدرسيّ ..أمام كل طفل لوح ينتظر
وأمام كل نظرة عين ، وجه متأهب لشيء مجهول الاقامة
يترقب دوره في زحمة الحياة حتى النهاية
أقرأ كلمات مفادها أن قبائل العرب قتلت في ملهاة
( راقصة وسياسي و..زمار )
فأفتح باب نزوحي على البحر ..أعطش ياسادة فأشرب منه
وأتنفس الصعداء في نفث سيجارتي النعنع..
وفي الصفحة الأخيرة في كتاب( السذاجة )
أكتب بجرأة (( بلاد العرب أوطاني ))
و..أكتفي ..!!!
——————————————————
سمرا ساي/ سوريا
20/8/2017
اسطنبول