د. هالة حسنى الجبالي
ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭﻧﺰﺍﻫﺘﻪ ﻭﺗﻮﺍﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﻃﻠﺒﺘﻪ
ﻳﻤﺮ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ، ﻟﻜﻦ ﻋﺪﺩﺍً ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻭﻻ ﻳﻨﺴﻮﻧﻪ. ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻌﻠﻤﺎً ﺟﻴﺪﺍً ﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻠﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻃﻼﺑﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻬﺮﺏ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﻦ ﺣﺼﺺ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ؟ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ؟
ﺳﺄﺗﺤﺪﺙ ﺑﺈﻳﺠﺎﺯ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺠﻴﺪ، ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺗﻮﺟﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍً.. ﺫﻟﻚ ﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻲ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﻳﻦ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﻤﻠﻬﻢ. ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ، ﺑﻞ ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺅﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﺟﺎﺯﻣﺎً ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ. ﺇﻧﻨﻲ – ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﻒ ﻟﻜﻢ ﻧﻈﺮﺗﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺭﺑﻤﺎ – ﻭﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ – ﺃﺑﺪﻭ ﻟﻜﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻊ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻻ ﺃﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ.
ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺣﺲ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﺲ ﺃﻳﻀﺎً ﻷﻧﻨﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﺃﻋﻄﻲ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﺎً ﺧﺎﻃﺌﺎً ﻣﻔﺎﺩﻩ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺷﻲﺀ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ. ﺇﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻬﻢ ﻓﻌﻼً ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ، ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻻ ﺃﺷﻮﺵ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻛﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻳﻌﺪّ ﻭﺳﻴﻠﺔً ﺗﺆﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ، ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺑﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ.
ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺪﻳﺘﻬﺎ، ﺃﺳﻤﺤﻮﺍ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﺄﻗﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﻭﺍﻟﺠﻴﺪ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ، ﻳﻌﻜﺲ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮﻩ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻣﻘﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻼﺏ.
ﻓﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺗﻌﻨﻲ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺪﺭﻳﺴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺜﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻟﺪﻯ ﻃﻼﺑﻪ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺷﺄﻧﺎً ﻳﺨﺺ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻴﺎﺓ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺤﺐ ﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﻭﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﻣﻌﻨﻰ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ﻭﺑﺮﺑﻂ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺑﺎﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻓﻬﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻴﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ: ﺃﻭﻻً ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻫﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﺩ، ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﺧﺎﺻﺎً ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﺴﻠﻮﻛﻨﺎ ﻛﻮﻧﻨﺎ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻧﻌﻴﺶ ﻣﻌﻬﻢ. ﻭﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻫﻮ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻈﻬﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺠﻴﺪ، ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﺣﺮﻛﺘﻬﻢ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﻭﺃﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﻧﻤﻮﻫﻢ. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻭﻧﻬﺎ ﻫﻢ. ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺑﻮﺿﻮﺡ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﺴﺘﻤﻌﺎً ﺟﻴﺪﺍً ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ، ﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻪ ﻋﻤﻠﻪ .. ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎً ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻪ ﻭﻟﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﻛﺒﺮ.
ﺇﻧﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻗﺪ ﻳﺒﺪﻭ ﻃﻤﻮﺣﺎً، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻛﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻣﺤﺘﺮﻓﻴﻦ. ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻷﻗﻞ، ﺃﻭ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﺤﻂ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﻧﺎ. ﺇﻧﻨﻲ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺑﺄﻥ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻗﻞ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﻭﺁﻟﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﻗﻮﻝ: ﺇﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻤﻠﻞ. ﻭﻫﻨﺎ ﺃﺳﺮﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻮﺩ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ. ﻭﻫﻲ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﺃﺳﺘﻤﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺑﻌﺾ ﺯﻣﻼﺋﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ:-
• ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﻣﻨﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﺑﻬﺎ.
• ﻗﻢ ﺑﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺍﻟﺰﻣﻼﺀ ﺑﻄﻴﺐ ﻧﻔﺲ.
• ﻳﻔﻀّﻞ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ (ﻣﺜﻼً ﺣﻀﻮﺭ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﻼﺏ)
• ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻣﺮﺍً ﺳﺒﺐ ﻗﻠﻘﺎً ﻷﺣﺪ ﻃﻼﺑﻚ ﻭﺍﺳﺄﻟﻪ ﻋﻨﻪ (ﻛﺄﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﺜﻼً: ﻫﻞ ﺗﻌﺎﻓﻰ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻟﻪ؟)
• ﻛﻦ ﺻﺪﻳﻘﺎً ﻟﻄﻼﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻔﻘﺪ ﻫﻴﺒﺘﻚ.
• ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻀﺤﻜﺔ، ﻭﻻ ﺗﺘﺴﺎﻣﺢ ﺃﺑﺪﺍً ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻼﺋﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ، ﻓﻬﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺑﺮﻳﺌﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻧﻜﺎﺕ ﻣﻬﻴﻨﺔ ىىﺃﻭ ﻣﺴﻴﺌﺔ، ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺤﻂ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ، ﺃﻭ ﻋﺮﻗﻪ، ﺃﻭ ﺃﺻﻠﻪ.
• ﻻ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﺃﺑﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﺭﺱ، ﻭﻻ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺃﺑﺪﺍً ﻷﻱ ﺃﻣﺮٍ ﺷﺨﺼﻲ.
• ﺃﻋﺪ ﻛﺮﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺃﺭﺑﻊ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ.
• ﻟﻴﻜﻦ ﻫﻤﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎً “ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻗﺪ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﺍﻟﺪﺭﺱ” ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ “ﺃﻧﻚ ﻗﺪ ﺷﺮﺣﺖ ﺍﻟﺪﺭﺱ”، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ.
• ﺍﻣﺪﺡ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎً، ﻭﺃﺛﻦِ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺮﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻧﺎﺟﺢ.
• ﺍﺗﺒﻊ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺄﺛﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺋﻨﺎ: “ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﻮﻝ ﺷﻲﺀ ﺟﻴﺪ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ، ﻓﺎﺻﻤﺖ ﻭﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ”.
• ﺃﻇﻬﺮ ﺇﺻﺮﺍﺭﻙ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ – ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ – ﻭﺧﺬ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻹﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ، ﻛﻲ ﻻ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺒﻬﻤﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺪﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ.
• ﻛﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍً ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻧﻈﺮﺗﻚ ﺃﻭ ﺭﺃﻳﻚ ﺣﻮﻝ ﺃﻱ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﻨﻊ.
• ﻻ ﺗﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﻃﻼﺑﻚ. ﻓﺎﻟﻴﺄﺱ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺸﻞ.
ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻﺳﺘﺮﺳﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻵﻥ. ﻭﺇﻧﻨﻲ ﺃﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺠﻴﺪ – ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭﻧﺰﺍﻫﺘﻪ ﻭﺗﻮﺍﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻼﺏ – ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺎﻗﺎً ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ، ﻟﻜﻨﻪ ﺣﺘﻤﺎً ﺳﻴﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭﺷﺨﺼﻴﺘﻪ .. ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻻ ﻧﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ، ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻮﺍﻗﻌﻴﺔ.