الشاهد المصري
على مشهد بائس في تاريخ الوطن، أغلق باب الترشح للانتخابات الرئاسية.. واليوم يحق لنا كناخبين ويتوجب علينا كنواب أن نعلن موقفنا تقييمًا لقرابة الأربعة أعوام الماضية، والتى كانت أبرز نتائجها تردي الأوضاع الاقتصادية للوطن وللأغلبية الساحقة من المواطنين الذين ازدادوا فقرًا وبؤسًا ويأسًا، وتحميل الأجيال الحالية والقادمة أعباء هائلة عبر إغراق الدولة في الديون، وانهيار لمستوي الخدمات خاصة التعليم والصحة، وسحق كامل للحريات العامة بكافة أشكالها، وخنق للمناخ العام وسدّ المنافذ أمام أي حراك سياسى والخروج علي مبدأ التعددية الذي يؤٓمن حق المصريين في تداول سلمي للسلطة، والعصف بدولة القانون بعدم احترام الأحكام القضائية وحجيتها، كل ذلك مواكبًا لتراجع دور مصر ومكانتها في محيطها الإقليمي والدولي بما يكرس من التبعية لدول تعلن عداءها الصريح لبلدنا، والأخطر من كل هذا ما جرى فى قضية جزيرتي تيران وصنافير المصريتين، وكذلك التهاون في التعامل مع الحقوق التاريخية والمكتسبة في مياه النيل التي هي مصدر نشأة هذا الوطن وسر بقائه.
إن تكتل 25/30 قد بذل على مدار العامين الذين قضاهما داخل مجلس النواب – ومازال – كل ما بوسعه ليريح ضمائر نوابه في محاولة لتصحيح المسار وتوجيه دفة الوطن في الإتجاه الذي يقود سفينته إلى بر الأمان، لكن ومع الأسف فإن اغلب هذه المحاولات قد ُأجهضت بشكل يعكس جليا أن السلطة تصر علي نفس السياسات وذات الإجراءات التي نحذر من أنها ستذهب بنا جميعا إلى الهاوية، كما نحذر من الاستمرار على هذا النهج وذاك العناد الذي يدفع البلاد إلى طريق مسدود، ويغلق أبواب الأمل أمام الحق فى تداول السلطة المنصوص عليه بالدستور، وهذا أمر جد خطير.
إن الشعب المصرى العظيم الذي ضحى بالشهداء سواء في معاركه دفاعًا عن أرض الوطن وكرامته أو ذودًا عن حقه في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والإستقلال الوطني، وتحمل أعباء هائلة علي مدار عشرات السنوات.. ليستحق أن يحيا الحياة التي تليق به، فى الوقت الذى تتراجع أحواله عما كانت عليه قبل ثورتة المجيدة في 25 يناير، ونحن نحمل السلطة الحاكمة بكافة مؤسساتها مسئولية هذا التراجع المهين الذى نحذر من سوء عواقبه إذا لم نعترف بأن أي سلطة ستصبح جزء من الماضى بعد أن تأخذ وقتها الزهيد من عمر هذه الأمة المديد.
إن تكتل 25/30 وهو يوّٙصِف الواقع المؤلم يؤكد أنه لم يعط تزكيات لأي من المرشحين فى عملية إنتخابية ُأديرت بالشكل الذى أجبر أبناء الوطن ممن يقدرون على حمل هذه الأمانة الجسيمة أن يمتنعوا، أو ُيمنعوا، من ممارسة حقهم فى الترشح، لنصل لهذه النتيجة التي جعلتنا مثار سخرية الكارهين لمصر وشعبها.
وإلى أن يبصر هذا الوطن طريقه للمستقبل الذي يستحقه ويقدر عليه ليمضي فيه، فإننا نأمل أن يعي الجميع الدرس جيدًا، وأن تتجه إرادة الدولة صوب تهيئة أجواء صحية تفضى لحياة سياسية صحيحة، يتشارك فيها الجميع بشكل حقيقي لا هزلي في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، التى تحفظ تراب الوطن المقدس، وتحافظ على نيله العظيم، وحقوق أبنائه الواجبة فى الحياة الكريمة الآمنة، وإننا فى تكتل 25/30 على يقين من مجئ هذا المستقبل المشرق شاء من شاء وأبي من أبي، في يوم يراه البعض بعيدًا ونراه قريبًا.