وهلْ تعلمين
عندما مرَّ قِطارُكِ منْ هُنا
كُنتُ وحيداً في محطتهِ
أتربَّصُ غيمةً بيضاءَ … تُمطرْ
تُحبني كما أنا
ترقصُ على أوتارِ قلبي
وتُراقِص وجعَ السنينْ
أتعلمينْ … حينَ جاءني خبرُ
بأنَّ قِطَاركِ أوقفتهُ شاراتٌ
منْ زمنِ الفِرنجةْ …
كيفَ كنتُ آنذاكْ
كيفَ تشابكَ في سُحْقي العِراكْ
رُبَّما سهواً … أقنعتُ نفسي
بأنّي لنْ أراكْ …
غريبٌ أنا في تِلكَ المحطةْ
كما يتيم يبكي على ذُرا قبرٍ مُهشّمْ
أتعلمينْ … أيتُّها الغافية
في إحدى محطاتِ قلبي
بأنّي لكِ كُنتُ … وكُنتِ …
فكيفَ تُجادلينَ غُصناً مِعْوجَّ الخُطا
حُبّكِ مازالَ في دُنياي
يحتسي وجعَ الجريحْ
يسترجِعُ الآهاتَ شوقاً واحْتراقاً
علَّهُ ذاتَ حُبٍّ ذاتَ يومٍ
أن يغفو … ويستريحْ …
أنتِ الهوى الآتي
منْ ظُلمةِ ليلٍ تناسى ظُلمتهُ هُناكْ
فما لقلبٍ أُمْيّ الهوى
إلاَّ أنْ يغتالَ مظهرهُ القبيحْ
الهوى ثورةُ فُنجانْ
نجوى تتمايلُ كما خصرِ غانيةٍ
فهلْ تأتي منْ ألمْ السفرْ
إلى قلبي الذي جاوزَ الستينَ حرباً
لكنهُ لمْ يغفو … أو يستريحْ …
——
وليد.ع.العايش
22/1/2018م